responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 206

سبب تخلف ابن الحنفية عن أخيه الحسين (عليه السّلام)

و روى الكليني طاب ثراه في كتاب الوسائل مسندا إلى حمزة بن حمران عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: ذكرنا خروج الحسين (عليه السّلام) و تخلّف ابن الحنيفة فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): يا حمزة إنّي سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا؛ إنّ الحسين (عليه السّلام) لمّا فصل متوجّها دعا بقرطاس و كتب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم من الحسين بن عليّ بن أبي طالب إلى بني هاشم؛ أمّا بعد فإنّه من لحق بي منكم استشهد و من تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح و السلام‌ [1].

أقول: روي في الأحاديث لتخلّف محمّد بن عليّ (عليه السّلام) وجوه منها: إنّ الحسين (عليه السّلام) لمّا خرج من المدينة لحقه محمّد و أشار عليه أن يقيم إمّا بمكّة أو يسير إلى اليمن، و أبى (عليه السّلام) إلّا المسير إلى العراق ثمّ قال لمحمّد: و أمّا أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم لا تخفي عنّي شيئا من أمورهم، ثمّ دعا بداوة و بياض و كتب وصيّته و جعل محمّد الوصيّ، فيكون تخلّف محمّد بأمر الحسين (عليه السّلام) على أنّ من جملة المصالح في تخلّفه بالمدينة بأن يكون مرجعا لبني هاشم كيلا يضامون بعد خروج الحسين (عليه السّلام).

و منها: ما روي أنّه لما عوتب محمّد بن عليّ (عليه السّلام) على ترك الخروج ذكر كلاما حاصله:

إنّي علمت بعلم عهده إليّ أبي أمير المؤمنين (عليه السّلام) أسماء الذين يستشهدون مع الحسين (عليه السّلام) و أسماء آبائهم و لم أر اسمي بينهم، فعلمت أنّي لست من الشهداء معه و خاف أن يكون في سيره معه مثله مثل خروج عقيل إلى معاوية و تركه أمير المؤمنين (عليه السّلام) و إن كان محمّد أجلّ شأنا و أرفع مكانا من أن تعتريه مثل هذه الهواجس.

و منها؛ ما روي في الأثر أنّ محمّد بن الحنفيّة قد أصابته عين في يده فخرج بها خراج و قد تعطّلت عن حمل السلاح، فيكون معذورا في ترك الخروج مع أنّ الحسين (عليه السّلام) لم يطلب منه الخروج معه و ذاك محلّ الإشكال.


[1]- بحار الأنوار: 44/ 330، و العوالم: 179.

اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست