فقال: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه إلى شواربكم؟
فقال (عليه السّلام): إنّ نساءكم نساء بخره فإذا دنى أحدكم من امرأته نهكته في وجهه فشاب منه شاربه.
فقال: ما بال لحاؤكم أوفر من لحائنا؟
فقال (عليه السّلام): وَ الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً، فقال معاوية: بحقّي عليك إلّا عليك إلّا تسكت فإنّه ابن عليّ بن أبي طالب، فقال (عليه السّلام) شعر:
إن عادت العقرب عدنا لها* * * و كانت النعل لها حاضرة
قد علم العقرب و استيقنت* * * ليس لها دنيا و لا آخرة [1]
أقول: بغات الطير شرارها و المقلاة من القلى بمعنى البغض أي لا تحبّ الأولاد أو لا تحبّ الزوج لكثرة الأولاد و النزور المرأة القليلة الأولاد. و قوله: نهكته قيل لعلّها كانت بتقديم (الكاف) أي شمّته.
و في تفسير العيّاشي عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) في تفسير هذه الآية: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ مع الحسن وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ... فلمّا كتب عليهم القتال مع الحسين ... قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ[2] إلى خروج القائم (عليه السّلام) فإنّ معه النصر و الظفر، قال اللّه: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى[3][4].