و في الأمالي بإسناده إلى الصادق (عليه السّلام): إنّ الحسن بن عليّ كان إذا ذكر الموت بكى، رو إذا ذكر القبر بكى و إذا ذكر البعث و النشور بكى و إذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، و إذا ذكر العرض على اللّه تعالى شهق شهقة يغشى عليه منها، و كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ و جلّ و كان إذا ذكر الجنّة و النار اضطرب اضطراب السليم و إذا قرأ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قال: لبّيك اللّهمّ لبّيك، و لقد قيل لمعاوية ذات يوم: لو أمرت الحسن يخطب ليظهر للناس نقصه، فقال له: عظنا، فصعد المنبر و أحمد اللّه و قال: أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي و ابن سيّدة النساء، أنا ابن خير خلق اللّه، أنا ابن رسول اللّه، أنا صاحب الفضائل، أنا ابن صاحب المعجزات و الدلائل، أنا أمير المؤمنين، أنا المدفوع عن حقّي، أنا و أخي سيّدا شباب أهل الجنّة، أنا ابن الركن و المقام، أنا ابن مكّة و منى، أنا ابن المشعر و عرفات.
فقال له معاوية: خذ في نعت الرطب و دع هذا، فقال: الريح تنفخه و الحرّ ينضجه و البرد يطيبه ثمّ عاد في كلامه فقال: أنا إمام خلق اللّه و ابن محمّد رسول اللّه فخشي معاوية أن يتكلّم بعد ذلك بما يفتتن به الناس، فقال: يا أبا محمّد انزل فقد كفى ما جرى فنزل [2].
و فيه عن الرضا (عليه السّلام) قال: لمّا حضرت الحسن بن علي الوفاة بكى فقيل له: يابن رسول اللّه أتبكي و مكانك من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) الذي أنت به و قد حججت عشرين حجّة ماشيا و قد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النعل و النعل؟
فقال (عليه السّلام): إنّما أبكي لخصلتين هول المطلع و فراق الأحبّة [3].
أقول: هول المطلع ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبّهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال.
و في كتاب البصائر بإسناده إلى الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) إنّه قال: إنّ للّه مدينتين إحداهما