responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان ابن الفارض المؤلف : ابن الفارض    الجزء : 1  صفحة : 143

عطفا على رمقي، و ما أبقيت لي # من جسمي المضنى، و قلبي المدنف‌ [1]

فالوجد باق، و الوصال مماطلي # و الصّبر فان، و اللّقاء مسوّفي‌ [2]

لم أخل من حسد عليك، فلا تضع # سهري بتشنيع الخيال المرجف‌ [3]

و اسأل نجوم اللّيل: هل زار الكرى # جفني، و كيف يزور من لم يعرف‌ [4]

لا غرو إن شحّت بغمض جفونها # عيني، و سحّت بالدّموع الذّرف‌ [5]

و بما جرى في موقف التوديع من # ألم النّوى، شاهدت هول الموقف‌ [6]

إن لم يكن وصل لديك، فعد به # أملي، و ما طل، إن وعدت، و لا تفي‌ [7]

فالمطل منك لديّ، إن عزّ الوفا، # يحلو كوصل من حبيب مسعف‌


[1] الرمق: بقية الحياة. المضنى: المتعب. المدنف: العليل.

م. ص. تلطف أيها الحبيب ببقية عمري لأن لو شئت أخذت البقية إذ الروح بأمر خالقها.

[2] الفاني: البائد. المسوف: المماطل.

م. ص. الوجد كناية عن شدة العشق الإلهي. و الوصال مماطلي كناية عن ان هذا الاتصال يخطر بباله مرة فيتعلل بالأمل و تارة يستقصي فيبعد عنه بالكلية.

[3] لم أخل: لم افرغ. الشناعة: القبح. الخيال المرجف: الوهم الكاذب.

م. ص. السهر كناية عن الاشتغال بالعبادة و الخيال المرجف كناية عن الخوف من عدم قبول هذه الأعمال.

[4] الكرى: النوم و النعاس.

م. ص. إذا كان الكرى لم يخطر بباله و هو أول النوم فكيف يزوره النوم أو يعرف اجفانه.

[5] شحت: بخلت. سحت: أمطرت و المعنى جادت بالدمع.

[6] الذرف: مفردها الذارفة و هي الهاطلة أو الماطرة.

النوى: الفراق. الهول: الأمر العظيم.

م. ص. هول الموقف كناية عن يوم القيامة و الوقوف بين يدي اللََّه تعالى.

[7] الوصل: الاتصال و اللقاء. و المماطلة: تسويف الوعد.

المعنى عدني بلقائك و علل نفسي بهذا اللقاء حتى و ان كان هذا اللقاء مستحيلا. ثم يتأكد المعنى في البيت الذي يليه.

اسم الکتاب : ديوان ابن الفارض المؤلف : ابن الفارض    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست