على ما يدل على نبوته قبل البعثة، من بشارات الجن و الكهان و الكتب السماوية و حادثة الفيل و غير ذلك، كما تكلّم في جملة من هذه الفصول عن صفاته، و ما خصّه اللّه به، و معجزاته.
و تكلم في فصول أخرى عن موقفه مع الكافرين، و الهجرة، و عقد فصلا خاصا قارن فيه بين ما آتاه اللّه للأنبياء السابقين من الفضائل و الإكرام، و ما آتاه اللّه لمحمد (صلى اللّه عليه و سلم).
أمّا سبب تقسيم الكتاب إلى فصول، فقد قال أبو نعيم «و جعلنا ذلك فصولا ليسهل على المتحفظ أنواعه و أقسامه، فيكون أجمع لفهمه، و أقرب من ذهنه، و أبعد من تحمل الكلفة في طلبه». و هكذا فقد حرص الإمام الحافظ أن ييسر على طلّابه أمر العلم و يمهد لهم طريقه.
المقدمة الرائعة للكتاب:
و رغم إعجابنا بما حواه الكتاب جملة من مادة علمية دسمة فإن إعجابنا بالمقدمة الرائعة التي وضعها أبو نعيم أشد، لقد حلل فيها أبو نعيم النفس الإنسانية تحليلا دقيقا رائعا، و تكلم عن النبوّة و خصائص الأنبياء، و أفاض القول في الفضائل الأربعة و الآفات الأربعة.
أمّا الفضائل الأربعة فهي:
1- الفضيلة النوعية: و هي اختيار اللّه تعالى للرسالة أكمل القوم خلقا و خلقا و تفكيرا.
2- الفضيلة الإكرامية: و هي ما يزود اللّه به رسوله مما يقوي قلبه و يزيد إيمانه.