اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي الجزء : 1 صفحة : 426
«غلام زيد» مفرد، و لكن لكلّ من «غلام» و «زيد» معنى مستقلّ؛ لتعدّد الوضع و الموضوع له، و هكذا لفظ المشتقّ.
و لا يخفى أنّ بعض الأعلام أيضا قائل بالتركيب، و استدلّ أيضا بالتبادر، و لكنّه نقض لكلامه السابق، حيث إنّه ردّ كلام صاحب الكفاية (قدّس سرّه) بأنّ المراد من البساطة و التركيب هاهنا البساطة و التركيب بحسب التحليل لا بحسب الإدراك و التصوّر.
بيان النقض: أنّ التركيب التحليلي لا يناسب التبادر؛ لأنّ التبادر لا يكون إلّا في مقام الإدراك و التصوّر، و التبادر مقدّم من حيث الرتبة على التحليل العقلي، فما ينسبق إلى الذهن و يقع تصويره فيه، فهو مربوط بعالم التصوّر و الإدراك، فالقول بالتركيب التحليلي لا يجامع التمسّك بالتبادر. هذا تمام الكلام في البساطة و التركيب في معنى المشتقّ.
الأمر الثاني: الفرق بين المشتق و مبدئه
و أمّا الفرق بين المشتقّ و مبدئه فإنّ كثيرا من الفلاسفة قالوا في هذا المقام:
إنّ المشتقّ يكون «لا بشرط» و المبدأ يكون «بشرط لا»، ثمّ اختلف العلماء في مرادهم عن هذه العبارة.
و فسّرها صاحب الفصول [1] بأنّ مرادهم أنّ المشتقّ و المبدأ حقيقة واحدة، و كان لهما مفهوم واحد، إلّا أنّه إذا لوحظ و اعتبر «لا بشرط» فيكون مشتقّا و يصحّ حمله على الذات، و إذا لوحظ و اعتبر «بشرط لا»، فيكون مبدءا و لا يصحّ حمله عليها، كما سيأتي نظيره في بحث المطلق و المقيّد، فإنّ مفهوم الرقبة