اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي الجزء : 1 صفحة : 183
ضمير «أنت» و «إيّاك» و أمثال ذلك للمخاطبة، فهو مشترك مع ضمير الغائب في المعنى الحرفي.
الثاني: أنّ الواضع في مقام الوضع لاحظ عنوان كلّي المخاطب ثمّ وضع لفظ المخاطب لهذا العنوان الكلّي، و لفظ «أنت» و «إيّاك» لمصاديق هذا المفهوم، و لذا إن سمع كلمة «أنت» من وراء الجدار يتصوّر مخاطبا جزئيّا، بخلاف كلمة «المخاطب»، و هذه عبارة عن الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ، فلا تنحصر مصاديقه بباب الحروف، و لكنّ هذا الاحتمال مبنائي، و هو ممنوع عندنا- كما مرّ- فيكون معنى الضمير المخاطب على هذا الاحتمال معنى اسمي.
و أمّا ضمير المتكلّم ففي مدلوله أيضا احتمالان:
أحدهما: أنّ لفظ «أنا» و كذا لفظ «نحن» وضع للإشارة بشرط أن يكون المشار إليه فيه نفس المتكلّم أو الأنفس، و يؤيّده اقترانها غالبا مع الإشارة العمليّة إلى النفس أو الأنفس، فيكون له معنى حرفي.
و ثانيهما: أنّ الواضع حين الوضع لاحظ مفهوم كلّي المتكلّم، ثمّ وضع كلمة «المتكلّم» لهذا المفهوم الكلّي، و كلمة «أنا» لمصاديقه بنحو الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ. و يؤيّده سماعهما من وراء الجدار، فإنّ من السماع الأوّل ينتقل الذهن إلى المعنى الكلّي، و من السماع الثاني إلى المعنى الجزئي و الخاصّ، فيكون له معنى اسمي.
نكتة: أنّ المعاني الحرفيّة مع أنّها في تحقّقها تحتاج إلى الطرفين، و لكن في مقام الإفادة و بيان المقاصد يتعلّق الغرض بها؛ لأنّ غرض المتكلّم في جميع الجمل بيان هوهويّة متحقّقة بين الموضوع و المحمول، فيكون لها في هذا المقام كمال الاستقلال.
اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي الجزء : 1 صفحة : 183