بقي الكلام بالنسبة إلى البحث في الأمر السادس، و هو عبارة عن أنّ استعمال اللفظ في نفس ذاته أو في مثله أو في نوعه هل يكون من سنخ الاستعمالات المجازية، أو ليس الأمر كذلك؟
و المسألة محلّ خلاف، فقد ذهب المحقّق صاحب الكفاية (قدّس سرّه) [1] إلى أنّه لا شبهة في صحّة إطلاق اللفظ و إرادة نوعه به، كما إذا قيل مثلا: (ضرب) فعل ماض أو صفة، كما إذا قيل: زيد في «ضرب زيد» فاعل، إذا لم يكن المقصود به شخص القول أو مثله كضرب في المثال فيما إذا قصد.
و قد أشرنا إلى أنّ صحّة الإطلاق كذلك و حسنه إنّما هو بالطبع لا بالوضع و إلّا كانت المهملات موضوعة لذلك، لصحّة الإطلاق كذلك فيها و الالتزام بوضعها لذلك كما ترى. و أمّا إطلاقه و إرادة شخصه كما إذا قيل «زيد» لفظ و اريد منه شخص نفسه ففي صحّته من غير تأويل نظر.