معرفتها و بيانها على مداركها و تشخيص مواردها- في تمييز جهة ثبوتها من موارد عدمها- على البحث و الاستدلال الدقيق المقرون بالواقع، و من الواضحات أنّ ذلك يتوقّف على تحمّل الزحمات الشاقّة في سبيل معرفة قواعدها و مبادئ تلك القواعد حتّى يتحصّل منها بحسب النتيجة عرفان الوظيفة الفعليّة و تشخيصها في مورد العمل بها.
و لا يخفى عليك أنّ تلك المبادئ و القواعد هي القواعد الاصوليّة، و هذه هي المبادئ التصديقية غير المنفكّة عن علم الفقه الذي يتضمّن بيان تشخيص الوظيفة الفعليّة في كلّ مورد بالاجتهاد و النظر و الدليل، و لا يذهب عليك أنّ أبحاثنا الاصوليّة ممهّدة و مؤسّسة لمعرفة تلك القواعد و بيان تنقيحها، خذ و اغتنم.
و ينبغي التنبيه على امور لا بدّلنا من الإشارة إليها.