responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 111

العامّ- غير معقول، بتقريب أنّ كلّ مفهوم جزئيا كان أو كلّيا لا حكاية له إلّا عن نفسه، فيستحيل أن يكون له حكاية عن مفهوم آخر. و من الضروري عدم تعقّل حكاية مفهوم العامّ بما هو عامّ عن مفهوم خاصّ بما هو خاصّ، إذ من البديهي أنّ لحاظ و تصوّر كلّ مفهوم ليس إلّا عين إراءة شخصيّته لا إراءة شي‌ء آخر به، فعلى هذا كيف يعقل أن يكون معرّفا لغيره بوجه من الوجوه؟ فصارت النتيجة عدم إمكان تصوّر الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ كالوضع الخاصّ و الموضوع له العامّ.

و الجواب عنه يتلخّص بأنّ كلّ مفهوم بما هو هو كان عامّا أو خاصّا في مقام الحكاية و اللحاظ، و أنّه لا حكاية له إلّا عن نفسه، و لكن تصوّر بعض المفاهيم الكلّية ملازم لتصوّر أفراده و مصاديقه بوجه الإجمال.

بيان ذلك: أنّ المعاني الكلّية المتأصّلة كالجوهر و العرض، كالحيوان و الإنسان و البياض و السواد و أمثالها، و إن لم تكن لها حكاية عند اللحاظ و التصوّر إلّا عن طبيعتها في أنفسها التي تكون هي المبرّرات و الجهة الجامعة بين المصاديق و الأفراد، كبعض المفاهيم الانتزاعية مثل الوجوب و الإمكان و الامتناع و الأبيض و الأسود و أمثالها، بل حكايتها مختصّة بأنفسها. و أنّ اختصاص هذه الحكاية بنفسها و إن كان من الواضحات و البديهيات، إلّا أنّ العناوين الكلّية المنتزعة من الأفراد و الخصوصيّات الخارجيّة كمفهوم الشخص و الفرد و المصداق فلها حكاية في مقام اللحاظ عن الأفراد و المصاديق بوجه من الملازمة و لو على نحو الإجمال، فهذا المقدار من الحكاية يكفي لصحّة الوضع في المقام، لأنّها بهذا المقدار يكفي أن تكون وجها لها، فيكون تصوّرها في أنفسها تصوّرا لها بوجه و عنوان و إن كان بنحو الإجمال يكفي في إثبات الإمكان.

اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست