responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 68

أبي بكر» ، إذ ستأتي في مكانها من قسم الدراسة، إلاّ أنّه لا بدّ من ذكر بعض الدّوافع و الأهداف التي حدت به إلى وضع هذا الشرح الضخم لبديعيّته، فقد سعى كغيره من شرّاح البديعيّات إلى شرح بديعيّته مدفوعا بعدّة دوافع منها:

أحدها: أن يجري على عادة الأغلبيّة و سنّة الشعراء لتوضيح الأنواع البلاغيّة المقصودة في بديعيته.

و ثانيها: مجاراة المشهورين في عرض ما يحملونه من ضروب الأدب و فنونه، لما يزخر به صدره من ثقافة واسعة و معارف متنوّعة و مخزون ثقافيّ و أدبيّ، و هذا ما دفعه إلى الإكثار من الشواهد و الاستفاضة في الشرح رغبة في التفريع و التقسيم و التنويع.

و ثالثها: الرغبة في التأليف البلاغي و البديعيّ في عصر غلبت على كتاباته ظاهرة التصنيف و التأليف؛ و التسابق في وضع الشروح، لتكون مجالا لاستيعاب ما عجزت عن استيعابه البديعية الملتزمة بالقافية و البحر، و لا سيّما إذا توفّرت الشاعرية إلى جانب التأليف.

و رابعها: السعي إلى الشهرة، و الرغبة في المعارضة، و إظهار البراعة في استبعاد بعض الآراء و تقريب بعضها الآخر، و حبّ الظهور و التكثّر و التقدّم و التفوّق، و هذه من صفات شخصية ابن حجّة. و قد يعود ذلك لمهنته ككاتب في ديوان الإنشاء، و ما تتطلّبه هذه المهنة من براعة في تملّك ناصية الإنشاء و التعبير بالاطلاع على البديع، ليتمكن الكاتب من حسن التصرّف بالألفاظ، إذ إنّ سمة العصر هي العناية بالألفاظ أكثر من العناية بالمعاني، فهدف إلى أن يكون في شرحه هذا فائدة تفيد الكاتب و المنشئ في صنعته. و لعلّ رغبة المقرّ الأشرف محمد بن البارزيّ في معارضة ابن حجّة ببديعيته لعزّ الدين الموصليّ و صفي الدين الحليّ هي نفسها التي دفعته إلى شرح هذه البديعيّة لتكون فائدتها أكبر و نفعها أعمّ‌ [1] .

د-منهج ابن حجة في تأليف هذا الكتاب و شرحه:

لقد جمع ابن حجّة في بديعيّته التي شرحها محاسن بديعيّة الحليّ بما فيها من رقّة السحر الحلال، و محاسن فكرة الموصليّ بالتزام ذكر اسم النوع، محاولا استبعاد كل


[1] انظر خطبة خزانة الأدب و غاية الأرب 1/304-306.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست