10-و كان غرس التمنّي يانعا فذوى # بالاستعارة من نيران هجرهم [1]
الاستعارة عندهم أفضل من [2] المجاز و هي أخصّ منه، إذ قصد المبالغة شرط في الاستعارة دون المجاز، و موقعها في الأذواق السّليمة أبلغ، و ليس في أنواع البديع أعجب منها إذا وقعت في مواقعها، و للنّاس فيها اختلاف كثير.
و أمّا أصحاب المعاني و البيان فإنّهم أطلقوا فيها أعنّة أقلامهم، و جالوا بها [3] في ميادين البحوث، و ليس الغرض هنا إلاّ [4] [نفس] [5] الاستطراد إلى ما وقع فيها من المحاسن نظما و نثرا بعد تقريبها إلى الأذهان بحدود يزول بها الالتباس [6] .
حدّ الرّمانيّ الاستعارة فقال: هي تعليق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة على سبيل النقل؛ و ذكر الخفاجيّ كلام الرمانيّ، و قال: تفسير هذه الجملة [7] قوله عزّ و جلّ [8] : وَ اِشْتَعَلَ اَلرَّأْسُ شَيْباً[9] ، استعارة [10] ، لأن «الاشتعال» للنّار