اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي الجزء : 1 صفحة : 308
الابتداء [1] ، و أورد في هذا الباب قول النابغة الذّبيانيّ [2] [من الطويل]:
كليني لهمّ، يا أميمة، ناصب # و ليل أقاسيه بطيء الكواكب [3]
قال زكيّ [4] الدين بن أبي الأصبع: لعمري [5] لقد أحسن ابن المعتز الاختيار، فإني أظنّه نظر بين هذا الابتداء و بين [6] ابتداء امرئ القيس حيث قال[من الطويل]:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل # بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل [7]
فرأى ابتداء امرئ القيس، على تقدّمه و كثرة معانيه، متفاوت القسمين جدّا، لأنّ صدر البيت جمع بين [8] عذوبة اللفظ و سهولة السبك و كثرة المعاني، و ليس في الشطر الثاني شيء من ذلك، و على هذا التقدير فمطلع [9] النابغة أفضل من جهة ملاءمة ألفاظه و تناسب قسميه و إن كان مطلع امرئ القيس أكثر معاني [10] ، و ما عظّم ابتداء امرئ القيس في النفوس إلاّ الاقتصار على سماع صدر البيت الأوّل [11] ، فإنّه وقف و استوقف و بكى و استبكى و ذكر الحبيب و المنزل في شطر بيت، و إذا تأمل الناقد[اللبيب] [12] البيت [13] بكماله ظهر له تفاوت القسمين و قال، أعني ابن أبي الأصبع: إذا وصلت إلى قول البحتريّ في [14] هذا الباب وصلت [15] إلى غاية لا