اعلم أنّه [3] اتّفق علماء البديع على أنّ براعة المطلع عبارة عن طلوع أهلّة [4] المعاني واضحة في استهلالها، و أن لا تتجافى [5] /جنوب [6] الألفاظ عن مضاجع الرقّة، و أن يكون التشبيب بنسيبها مرقصا عند السماع، و طرق السهولة متكفّلة لها بالسلامة من تجشم الحزن [7] ، و مطلعها، مع اجتناب الحشو، ليس له تعلق بما بعده، و شرطوا أن يجتهد الناظم في تناسب قسميه بحيث لا يكون شطره الأوّل أجنبيّا من شطره الثاني.
و قد سمّى ابن المعتزّ براعة الاستهلال حسن الابتداء [8] ، و في هذه التسمية تنبيه على تحسين المطالع، فإن [9] أخلّ الناظم بهذه الشروط لم يأت بشيء من حسن