responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 288

النواجيّ، تلميذ ابن حجّة، إذ انصبّ عليه باللّوم و انهال عليه بالتقريع، و نقد نظمه لبديعيته فعزاها للسرقة من الحلّيّ و الموصليّ، مبيّنا الكثير من سرقاته فيها، كما ادّعى بأنّه كان يساعده في نظمها و تهذيبها و تنقيح ألفاظها، و لم يكتف بهذا، بل لقد ألّف في ذلك كتابا سمّاه «الحجّة في سرقات ابن حجّة» ، و قد سبقت الإشارة إلى هذا الكتاب أثناء الكلام على أثر البديعية و شرحها في النقد.

و لقد أثارت تسمية ابن حجّة لبديعيته «تقديم أبي بكر» حسد الشيخ عبد القادر الحسينيّ الطبريّ، فألّف كتابا سمّاه «عليّ الحجّة بتأخير ابن حجّة» ، و تهجّم عليه و سفّه آراءه‌ [1] . كما أثارت هذه التسمية «تقديم أبي بكر» صدر الدين عليّ بن معصوم المدنيّ، فنظم بديعية سمّاها «تقديم عليّ» [2] و شرحها في كتابه المسمّى «أنوار الربيع في أنواع البديع» ، فقال في مقدّمته: «فبينا أنا ذات يوم أطرف الطرف في بديعية ابن حجّة، و أروّح مروّح الفكر في مهيع تلك المحجّة... فنظمت هذه البديعية التي فاقت بديعية ابن حجّة، فلو أدركها لما قامت له معها على تزكية نفسه حجّة» [3] . و على الرغم من أنّ الدافع إلى نظم بديعيته هو بديعية ابن حجّة ذاتها، إلاّ أنه لم يعجبه صنيعه، فتحامل عليه، و إن كان تحامله عليه أخفّ من تحامل تلميذه النواجيّ. و ممّن أخذ على ابن حجّة بعض المآخذ أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلويّ الحسينيّ الحضرميّ، فألّف كتابا سمّاه «إقامة الحجّة على التقيّ ابن حجّة» ، و قد سبقت الإشارة إلى هذا الكتاب أيضا أثناء الكلام على أثر البديعية و شرحها في النقد.

ثمّ إنّ زهو ابن حجّة في شرحه لم يرق لكثيرين من أصحاب القلم، فوقفوا له بالمرصاد، و جرّدوا سيوف النقد و سلّوها على إنتاجه هذا، يغربلونه و ينخلونه باحثين فيه عن كل ضعف و مطعن، و أبرز هؤلاء الشيخ عبد الغنيّ النابلسيّ في شرحه المسمّى «نفحات الأزهار على نسمات الأسحار» إذ لم يستطع إخفاء ازدرائه و انتقاده لابن حجّة،


[1] انظر «ابن حجة الحموي شاعرا و ناقدا» ص 203.

[2] يبدو أنه في هذه التسمية لبديعيّته قد ورّى بها لغاية خلافية قديمة بين الشيعة و أهل السنّة حول تقديم أبي بكر الصدّيق على علي بن أبي طالب، رضي اللّه عنهما، في الخلافة. و كانت تسمية ابن معصوم هذه ردّا على تسمية ابن حجة لبديعيته بـ «تقديم أبي بكر» ، و قد وجد كلّ من الناظمين عونا في اسمه على ما ذهب إليه من تورية.

[3] مقدمة أنوار الربيع في أنواع البديع ص 2.

غ

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست