responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 285

(البيان و المعاني و البديع) ، و انقسامها، عبر مراحل تطوّر علم البلاغة. و ما إن جاء القرن السابع الهجريّ حتى تمّ انفصال هذا الفنّ «البديع» و استقلاله تماما عن علمي «المعاني» و «البيان» ، و ذلك مع ظهور أوّل بديعية إلى الوجود على يد الحلّيّ، إذ و اكبت هذا الانفصال على يد الخطيب القزوينيّ. و من هنا كان ظهور بديعية ابن حجّة إلى جانب غيرها من البديعيات، و اشتمالها على فنون البديع عامّة دليلا مميّزا و واضحا في تأكيد انفصال هذا الفنّ عن علمي «البيان» و «المعاني» و إشاعة هذا الانفصال بين جمهور الناس، رغم أنّهم أبقوا ضمن أنواع البديع على بعض فنون البيان، كالتشبيه و الاستعارة و المجاز و الكناية. و ما أكّد هذه الظاهرة الانفصاليّة لهذا الفنّ «البديع» ترسيخ قواعده و توضيح أنواعه و تحديدها من خلال شرح البديعية و اقتصارها على فنون البديع المعروضة في ثناياها، كما أنّ الإشارة إلى حياة هذا الفنّ، منذ نشأته إلى زمن البديعيات، في مقدّمات هذا الشرح و غيره، ساعدت على استقلال فنّ «البديع» بنفسه، و توضيح معالمه، و ترسيخ أسسه، و تحديد فنونه، و نشر ذلك كلّه بين جمهور الناس؛ فكان ظهور هذه البديعيّة إذا، و مؤازرة ذاك الشرح لها، و انتشارها كغيرها بين الناس، أكبر مساعد على تأكيد تلك الظاهرة الانفصاليّة لهذا الفنّ.

3-العودة بالبديع إلى المدرسة الأدبية:

لقد عرفت البلاغة العربية في مناهج بحثها الأولى اتجاهين واضحين، فمن البلاغيين من سيطرت على كتبهم النزعة الأدبية، و منهم من سيطرت على كتبهم النزعة الفلسفيّة و العقليّة، و كان نتيجة ذلك أن ظهرت مدرستان بلاغيّتان هما:

المدرسة الأدبية و المدرسة الكلامية، و كان لكلّ من هاتين المدرستين خصائصها و مميّزاتها و رجالها الأعلام. أمّا المدرسة الأدبية، و التي ينتمي إليها شرح ابن حجّة، فلم تهتمّ بالتحديد و التقسيم للأنواع البديعية، كما أنّها لم تعتمد على المنطق و مسائل الفلسفة، بل كانت تستعمل المقاييس الفنيّة في الحكم على الأدب مع سهولة العبارة و سلاسة التركيب و وضوح الدّلالة، و الإكثار من الشواهد الشعريّة و النثريّة. و على العكس من ذلك كلّه كانت المدرسة الكلاميّة. و احتدم الصراع بين تينك المدرستين على يد علماء البلاغة منذ «بديع» ابن المعتزّ إلى «مفتاح» السكاكيّ، و ما إن ظهرت بديعية ابن حجة، إلى جانب أخواتها من البديعيات، بثوبها الشعريّ الطريف، مزيّنة

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست