اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي الجزء : 1 صفحة : 228
«الحلّة السّيرا في مدح خير الورى» . و لعلّ اختصاره الشديد لشرحه حمل صديقه الرعينيّ على شرح هذه البديعية شرحا مطوّلا سمّاه «طراز الحلّة و شفاء الغلّة» [1] .
و في ما يلي عرض كامل لأبيات هذه البديعية كما وردت في «الحلّة السّيرا في مدح خير الورى» [2] .
«الحلّة السّيرا في مدح خير الورى»
بطيبة انزل و يمّم سيّد الأمم # و انشر له المدح و انثر أطيب الكلم
و ابذل دموعك و اعذل كلّ مصطبر # و الحق بمن سار و الحظ ما على العلم
سنا نبيّ أبيّ أن يضيّعنا # سليل مجد سليم العرض محترم
جميل خلق على حقّ جزيل ندى # هدى، و فاض ندى كفّيه كالدّيم
كفّ العداة، و كدّ الحادثات كفى # فكم جرى من جدا كفّيه من نعم
و كم حبا و على المستضعفين حنا # و كم صفا و ضفا جودا لجبرهم
ما فاه في فضحه من فاء ليس سوى # عذل بعدل و نصح غير متّهم
حان على كلّ جان حاب ان قصدوا # حام شفى من شقا جهل و من عدم
ليث الشّرى إذ سرى مولاه صار له # جارا فجاز و نيلا منه لم يرم
كافي الأرامل و الأيتام، كافلهم # واقي النّدى لموافي ذلك الحرم
أجار من كلّ من قد جار حين أتى # حتّى أتاح لنا عزّا فلم نضم
و عام بدر أعام الخيل في دمهم # حتّى أبات أبا جهل على ندم
و حاق إذ جحدوا حقّ الرّسول بهم # كبير همّ أراهم نزع هامهم
فهدّ آطام من قد هاد إذ طمعوا # في شتّه فرماهم في شتاتهم
و جلّ عن فضح من أخفى فجاملهم # ما ردّ رائد رفد من جناتهم
من زاره يقه أوزاره و نوى # له نوافل بذل غير منصرم
[1] و قد حظيت هذه البديعية بشروح أخرى، انظر ذلك في بدايات الفصل السابق.