responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 172

«طراز الحلّة و شفاء الغلّة» إذ خصّص لكلّ بيت منها فقرة يبدأها بشرح المعنى الذي ينضوي عليه البيت، و هذا ما حمله على الحديث بين الفينة و الأخرى عن السيرة النبويّة [1] .

ب-أثرها في النقد:

إذا كانت «البديعيات» قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بالأدب، إضافة إلى كونها فنّا شعريّا متميّزا، فإن ارتباطها بالنقد كان أوثق، نظرا لتلازم النقد و الأدب، إذ لا نقد دون أدب، و لا أدب دون نقد، و نظرا لتناولها أحد أسس النقد الأدبي و هو فنّ البديع.

و لعلّ كثرة المواقف التي كانت معها أو ضدّها هي التي جعلتها تعيش نحوا من سبعة قرون من حياة التراث الأدبيّ، و يتوارد كبار الأدباء و الشعراء على مواردها و مناهلها.

لذا، لا بدّ من تبيان أثر «البديعيات» و ما دار حولها من شروح في الحركة النقديّة في زمنها، إذ كان في «البديعيات» و شروحها مادّة خصبة متنوّعة تغذّي تلك الحركة النقديّة القويّة التي انطلقت منها.

1-الحركة النقدية حول البديعيات:

و تتمثل هذه الحركة النقدية في مجموع مواقف الناس، على اختلاف طبقاتهم، من البديعيات، و ما ألّف من كتب في هذه المواقف النقديّة.

1-موقف الخاصّة:

لقد شاعت البديعيات بين الناس و انتشرت بين الشعراء، و لاقت من الإقبال عليها و التقبّل لها ما لم يجده فنّ شعريّ سواها، و لعلّ ذلك كان نتيجة لما تتضمّنه من نفحات دينيّة، اكتست بزخارف العصر و ألوانه و زركشاته. و ما يؤكّد ذلك أمران:

أحدهما: أنّ الشاعر كان إذا بلغ من الشهرة غايتها و من المقدرة الشعرية و النثريّة أوجها، عمد إلى نظم بديعيّة، و كأنّه يدلّل بذلك على تمام شاعريّته و اكتمال شهرته.

و هذا ما يفسّر كون معظم شعراء «البديعيات» أعلاما بارزين في ميدان الأدب يشهد لهم بذلك عصرهم و نتاجهم، مثل صفيّ الدين الحليّ، و ابن جابر، و ابن حجّة...

و ثانيهما: أن كثيرا من أولي الأمر و أرباب المناصب، كانوا يطلبون من الشعراء


[1] انظر البديعيات في الأدب العربي ص 212-213.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست