و يستفاد من هذه المطالب أنّ الشهيد لم يترك لحظة من عمره إلّا استفاد منها. و كما تقدّم فقد نعته صاحب الروضات ب«أفقه جميع فقهاء الآفاق بعد المحقّق الحلّي» [2].
نقل بعض أساتذة الحوزة العلمية بقم المقدّسة عن فقيه الطائفة المرحوم آية الله العظمى البروجردي (قدّس سرّه) أنّه قال:
لقد امتازه فقه خمسة من الفقهاء، لإحاطتهم بأقوال فقهاء العامّة و الشيعة، و هم المحقّق و العلامة الحلّي و فخر المحقّقين و الشهيدان.
و نقل عنه (قدّس سرّه) أيضا: «أنّ الشهيد الأوّل أفضلهم في الفقه».
و قال العلامة الأمين في الموازنة بين الشهيدين:
الشهيد الأوّل أفقه و أدقّ نظرا و أبعد غورا و أكثر و أمتن تحقيقا و تدقيقا، يظهر ذلك لكلّ من تأمّل تصانيفهما، مع الاعتراف بجلالة قدر الشهيد الثاني و عظمة شأنه و علوّ مقامه [3].
و قال المحدّث النوري في وصف الشهيد:
اعلم أنّه. أوّل من هذّب. الفقه عن نقل أقوال المخالفين و ذكر آراء المبدعين [4].
قال بعض الفضلاء المعاصرين ما ترجمته:
لقد منح الشهيد الأوّل الفقه الشيعي شخصيته و هويّته المستقلّة عبر تنقيحه القواعد و الأصول الأساسية للفقه الشيعي- شخصيته في كتاب القواعد و الفوائد و باقي مصنّفاته- و الاستفادة العملية منها في متون الفقه الشيعي.
[1] «جواهر البحرين»، المطبوع مع «فهرست آل بابويه» ص 89. و حكاها عنه الشيخ آقا بزرگ الطهراني في «الذريعة» ج 23، ص 180- 181.