responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : الأنصاري الأراكي، الشيخ محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 93

القطع، و لذا ورد: «من وجد اليقين فقد وجد برد اليقين»، و حينئذٍ فمن الممكن ان يأخذ الشارع القطع موضوعاً بما انه كاشف و بما هو قطع فيكون مأخوذاً على وجه الطريقية و الكاشفية، و ان يأخذ القطع موضوعاً بما انه مسكن للنفس و مبرد لها، و واجد لصفة المسكنية و المبردية فيكون مأخوذاً على وجه الصفتية.

ثم ان الخصوصية الملازمة للقطع المأخوذة في الموضوع قد تكون مأخوذة بدلا عن القطع، و قد تكون مأخوذة منضمة الى القطع، و على هذا التقريب يصح التقسيم الثاني ايضا كما لا يخفى، و هذا التقريب يلائم المثال الذي ذكره الشيخ الاعظم (قدس سره)، و هو ما لو كان ابنه في الهند و نذر أن يتصدق لو علم بحياة ابنه كي يخرج نفسه عن الاضطراب و عدم الاطمئنان، كما ان التقريب مستفاد من المثال الذي ذكره (قده).

و أما التقريب الثاني فهو بعد بيان أمر و هو ان العلم عبارة عن الانكشاف، و قد يكون الانكشاف للغير، و قد يكون لنفس العلم، و بعبارة اخرى قد يكون العلم انكشافاً لنفسه، و قد يكون انكشافا لغيره، و الأول: كما في علم الباري تعالى على ما ذهب اليه الشيعة من ان علمه عين ذاته، فيكون العلم انكشافا لنفسه، و الثاني: كما في علم الانسان؛ فان العلم بالنسبة الى الانسان حيث انه عرض قائم بالنفس، و النفس تكون محلا له فيتحقق هناك ربط بين العلم و النفس، و هذا الربط يوجب كون العلم انكشافا للنفس، فالربط بين النفس و العلم اثنان في الحقيقة، احدهما: كون العلم علما و انكشافاً في النفس و قائما بها، و الثاني: كون العلم انكشافاً للنفس لا لغير النفس.

إذا عرفت هذا فنقول: انه يمكن للشارع أخذ القطع موضوعاً، تارة بما انه انكشاف في النفس فيكون مأخوذاً على وجه الصفتية، و أخرى بما انه انكشاف للنفس فيكون مأخوذاً على وجه الطريقية، و يصح حينئذٍ التقسيم الرباعي كما لا يخفى، و هذا التقريب يلائم عبارة من عبارات المحقق الخراساني (قدس سره) في المقام، و هي قوله: ان القطع قد يكون مأخوذاً بما هو حالة في النفس، و قد يكون مأخوذاً بما هو كاشف للنفس، هذا مضمون كلامه.

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : الأنصاري الأراكي، الشيخ محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست