responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 47

منه إلى زماننا، بل معناه: أنّ للإنسان في عمود هذه الأزمان مصداقاً في الخارج.

و لا يخفى: أنّ هذا الوجه عبارة اخرى‌ من الوجه السابق، و لكنّه بوجه معقول فلسفي، و قد عرفت ضعفه، إجماله: أنّ الآنات متصرّمة، و الآن الذي وقع فيه الحدث قد تصرّم، و الآنات المتبادلة لا استقرار لها.

و منها: ما أفاده بعض المحقّقين (قدس سرهم)ن أنّ الزمان هوية متصلة باقية عرفاً و عقلًا:

أمّا بقاؤه عرفاً فواضح.

و أمّا عقلًا: فلأنّه لو لم يكن باقياً بالوحدة الوجودية يلزم تتالي الآنات، و استحالته معلومة مقرّرة في محلّه، كاستحالة الأجزاء الفردية و الجزء الذي لا يتجزأ.

فمع بقاء الزمان عرفاً و عقلًا فإذا وقعت حادثة في قطعة منه يصحّ أن يقال:

إنّ الوجود الباقي تلبّس بالمبدإ و انقضى عنه. فكما إذا وقع القتل- مثلًا- في حدّ من حدود يوم يرى بقاء اليوم إلى الليل و متلبّساً بالمبدإ و منقضياً عنه مع بقائه، فكذلك يطلق المقتل على اليوم بعد انقضاء التلبّس، كإطلاق العالم على زيد بعد انقضاء العلم‌ [1]

. و فيه: أنّ العرف- كالعقل- كما يحكم بالوحدة الاتّصالية للزمان يرى له تجدّد و تصرّم و انقضاء. فللزمان هوية اتّصالية متصرّمة متقضّية؛ فإذا وقعت حادثة في جزء منه- كما إذا وقعت في أوّل النهار- لا يرى زمان الوقوع باقياً و قد انقضى عنه المبدأ، بل يرى انقضاءه، نعم يرى اليوم باقياً. و كم فرق بينهما! و المعتبر في بقاء الذات في المشتقّ هو الأوّل، و قد عرفت عدم بقائه، دون الثاني.

و بالجملة: البقاء الذي يعتبر في المشتقّ هو بقاء الشخص الذي يتلبّس بالمبدإ عيناً، و هو غير باقٍ في الزمان، و البقاء التصرّمي التجدّدي لا يدفع الإشكال، فتدبّر.


[1]- بدائع الأفكار 1: 162- 164.

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست