responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 128

حكاية عن الخارج الثابت، بل تحكي عن معاني تصوّرية مقيّدة. مثلًا: لغلام زيد معنىً تصوّري لا حكاية له عن الخارج، و الحكاية عن ذلك إنّما هي فيما يحكي عن الواقع؛ حكاية تصديقية.

فظهر: أنّ مناط الصدق و الكذب إنّما هو باعتبار مطابقته للواقع و عدمه، لا باعتبار حكايته عن التجزّم. مضافاً إلى أنّ التجزّم و تزريق الجزم لا معنى له؛ لأنّ الجزم من الصفات النفسانية، فإن كانت موجودة فيها فهو، و إلّا فلا يكاد يوجد بصرف اعتبار وجوده فيها.

فتحصّل: أنّ هيئة الجملة الخبرية تحكي عن الثبوت و اللاثبوت- و لو في القضايا المشكوكة- من دون دخالة للتجزّم فيها أصلًا.

نعم، لو أظهر الجملة بصورة الترديد- بأن أوقعها تِلْو أداة الشرط- و قال:

«إن كان زيد عالماً فأكرمه» فيسقط عن الحكاية التصديقية، و يكون مفادها الحكاية التصوّرية، نظير مفاد «غلام زيد»، فتدبّر. هذا كلّه فيما أفاده (قدس سره) في الجمل الخبرية.

و أمّا الذي قاله في الجمل الإنشائية ففيه:

أوّلًا: أنّ معنى علّية لفظ لمعنىً ليس علّة تكوينية نظير علّية النار للإحراق؛ حتّى يقول (قدس سره) بأنّنا لا نتصوّر له معنىً محصّلًا. و لذا قال شيخنا صاحب «الوقاية» (قدس سره):

إنّ إيقاعه خارجاً لو كان فإنّما هو شأن الرمّال.

بل المراد إيجاد أمر اعتباري في دائرة المولوية و العبودية، نظير إغراء الكلاب المعلّمة و الطيور الجارحة إلى المقصود، كما أشرنا آنفاً.

و هذا الكلام من شيخنا العلّامة الحائري (قدس سره) عجيب؛ لأنّه لم يدّع أحد إثبات العلّية الذاتية التكوينية للألفاظ، بل مراد من قال ذلك: هو إيجاد أمر اعتباري في محيط الاعتبار، و هذا لا محذور فيه.

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 2  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست