responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 80

و المعنى، فقد تحصل بأُمور اخر، كسهولة أداء و حسن تركيب ... إلى غير ذلك.

الجهة الثانية في حقيقة الوضع‌

قد ظهر لك في الجهة السابقة: أنّه لم يكن بين اللّفظ و المعنى قبل الوضع رابطة و خصوصيّة، فهل تكون بعد الوضع رابطة واقعيّة بينهما؛ بحيث تتحقّق بينهما ملازمة واقعيّة، نظير لازم الماهيّة؛ بحيث لا يكون بينها و بين لازم الماهيّة فرق، إلّا من جهة أنّ لازم الماهيّة ذاتيّ، و ما بين اللّفظ و معناه جعليّ، أو لا تكون بعد الوضع أيضاً رابطة و خصوصيّة بينهما، و لا يمسّ الوضعُ كرامةَ الواقع؟ وجهان، بل قولان.

يظهر من المحقّق العراقي (قدس سره): أنّه يتحقّق الربط بين اللّفظ و المعنى بعد الوضع له، أو بعد كثرة الاستعمال الموجبة له، نحو تحقّق الملازمة بين الماهيّتين المتلازمتين و إن لم يوجد شي‌ء منهما في الخارج، كالحرارة اللازمة لماهيّة النار في الواقع و إن لم توجد في الخارج نار، و الزوجيّة اللازمة لماهيّة الأربعة، فكما أنّ العاقل إذا تصوّر النار و الحرارة أو الزوجيّة و الأربعة، حكم بالملازمة بينهما فعلًا و إن جزم فعلًا بعدمهما في الخارج، فكذلك الربط الوضعي بين اللّفظ و المعنى في ذهن العالم بالوضع، فإنّ المُلتفت إلى الوضع يحكم فعلًا بهذه الملازمة عند تصوّر اللّفظ و المعنى و إن لم يوجد لفظ في الخارج، غاية الأمر أنّ الملازمة الاولى ذاتيّة، و الملازمة الوضعيّة جعليّة، و جعليّتها لا تُنافي تحقّقها في لوح الواقع، كما أنّ جميع العلوم المخترعة- بعد جعلها و اختراعها- كذلك و إن لم يوجد في الخارج مَن يعلم شيئاً منها؛ لأنّ نظر من يحيط بها علماً- أو بشي‌ء منها- طريق إليه، لا محقّق و جاعل له بعد أن لم يكن.

و بهذا ظهر لك: أنّ الربط الوضعي بعد جعله ليس من منشآت نفس العالم به، و من علومها الفعليّة التي لا يكون لها تحقّق أصلًا قبل إنشاء النفس إيّاها، كأنياب‌

اسم الکتاب : جواهر الأصول - تقريرات المؤلف : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست