responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع الشتات المؤلف : الشيخ الخواجوئي    الجزء : 1  صفحة : 87

لينتقل بها من الكفر إلى الإيمان فترك التمديد أولىٰ حتّى يحصل الانتقال من الكفر إلى الايمان بأسرع أوان، و إن كان مؤمناً و إنّما يذكرها للتجديد فالتمديد أولىٰ ليحصل في زمانه صورة الأضداد في الخاطر و ينفيها ثمّ يعقّبها بقوله: «إلّا اللّٰه» فيكون الإقرار بالإلهية أصفىٰ و أكمل، فهو مع كونه غير دافع لما مرّ من أولويّة ترك التمديد فما ذكره من أولويّته معارض به، و إنّما يدفعه ما ذكرناه مخالف لمذهبه، فإنّ الانتقال من الكفر إلى الإيمان علىٰ مذهبه قد حصل بمجرّد التصديق القلبي كما هو مذهب الأشاعرة و هو منهم و إنّما جعل اللسان على الجنان دليلًا، فهو علىٰ مذهبه كاشف عن إيمانه السابق على زمن التلفّظ بهذه الكلمة لا مصحّح له و متمّم. نعم ما ذكره يصحّ على مذهب من قال: إنّ التصديق وحده ليس بإيمان، بل الإيمان هو التصديق بالقلب مع الإقرار بالشهادتين كما هو المنقول عن أبي حنيفة و إليه مال صاحب التجريد [1] و أمّا على مذهبه فلا. و بالجملة: فالتحديد بها مطلقاً كما هو ظاهر الرواية حيث رتّب تناثر الذنوب على قول لا إلٰه إلّا اللّٰه لا مطلقاً، بل مقيّداً بمدّ الصوت بها ليشعر بعلّيّة الحكم مندوب إليه مستحسن، بل الظاهر عندي أنّ الغرض من التمديد مجرّد تجويد اللفظ و تحسينه على ما تقتضيه القواعد التجويديّة لا الاستحضار المذكور، فإنّ المتلفّظ بالكلمة إن كان عالماً بأوضاع ألفاظها و مفرداتها يستحضر الأضداد و الأنداد و ينفيهما و يثبت الإلٰه الحقّ بمجرّد الالتفات إلى معانيها مدّ صوته في الأوّل، و إن لم يكن عالماً أو كان و لم يكن ملتفتاً فلا يتيسّره الاستحضار، مدّ أم لم يمدّ، فإنّ المدّة لا توجب الاستحضار كما لا يخفىٰ علىٰ ذوي الأبصار، و الحمد للّٰه الواحد القهّار، و الصلاة على نبيّه محمّد و آله الأطهار.

[فضيلة اخرىٰ للتهليل]

في كتاب التوحيد عن النبيّ (صلى الله عليه و آله) «قال: قال اللّٰه جلّ جلاله لموسى: يا موسى


[1] التجريد: 309.

اسم الکتاب : جامع الشتات المؤلف : الشيخ الخواجوئي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست