و هذا مما يؤكد ان مرضى القلوب جماعة غير المنافقين و الفرق بين الجماعتين، أن المنافقين جماعة آمنوا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم، و مرضى القلوب جماعة ضعفاء الايمان، يصغون لكل ناعق و يميلون مع كل ريح، فهم نمط وسط بين المنافقين و المؤمنين و لهم قابلية الالتحاق بأحد الفريقين، لأن مرض القلب قابل للزيادة و النقيصة و الشفاء و الاستفحال، على عكس النفاق، فهو كفر مستبطن، و الكفر موت للقلب-ليس مرضا فيه-فلا يصدق وصف مرضى القلوب على المنافقين و انما وصفهم القرآن في سورة البقرة [3] بذلك لبيان حال تنقلهم من مرض القلب الى الزيادة فيه، الى أن طبع اللّه تعالى على قلوبهم، و حالة الطبع موت للقلب لا مرضا فيه.
هذا هو رأي العلاّمة الطباطبائي في تحديده لهوية مرضى القلوب، و يعتقد أيضا أن حالة مرض القلب ستعم المجتمع الإسلامي في آخر الزمان بسبب هيمنة سياسة اليهود و النصارى على المسلمين و مخالطتهم لمجتمعاتهم و تأثرهم بأخلاقهم و انحرافاتهم، حينئذ يبعث اللّه تعالى قوما يحبهم و يحبونه و هم في نظره الإمام المهدي عليه السّلام و أصحابه.
و من هذا المنطلق يرى العلاّمة الطباطبائي أن جميع الأحاديث التي تصف فساد المجتمع الإسلامي و انحرافاته في آخر الزمان ما هي الاّ تفصيل و بيان لحالة مرض القلب، التي سيبتلى بها في ذلك العصر القريب من ظهور