و ذكر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حديث جابر وصفا آخرا للمجاهدين الايرانيين في ثغور قزوين و هو قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «يحبهم و يحبونه» . و هو الوصف المذكور لهم في سورة المائدة التي هددت المجتمع العربي بالطرد و الاستبدال من موقع قيادة الامة، و الاتيان بقوم أفضل منه لهذه المسؤولية الالهية العظيمة، قوم يحبهم اللّه و يحبونه، لا تأخذهم لومة لائم في قتال الكافرين و المشركين من اليهود و النصارى.
و من الاوصاف التي ذكرها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حديث جابر الخاصة بالمجاهدين في مجتمع الموطئين، و المرابطين منهم في ثغور قزوين هي: انهم على علاقة دائمة صميمية بكتاب اللّه، يقرأونه آناء الليل و اطراف النهار، و يرتلونه ترتيلا، و يحملون رسالته للعالمين، في الامن و السلام، و في جبهات الجهاد و سوح القتال و الشهادة. كما وصفهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «قوم حملوا القرآن...
قرأوا القرآن، و شهروا السيوف... » . و نظير هذا الوصف قوله: «أهل المشرق
[1] راجع: مقدمة كتابنا (مبادئ الثقافة المهدوية) . فقد ذكرنا اخبار الفريقين التي تعرضت لتفسير هذه الاية، و منها هذا الخبر عن ابن عباس، قال: «لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي و لا نصراني و لا صاحب ملة الا الاسلام... حتى توضع الجزية و يكسر الصليب و يقتل الخنزير، فيتحقق قوله تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْمُشْرِكُونَ، * و ذلك عند قيام القائم عليه السّلام. يعني الامام المهدي. كتاب المحجة، ص 86.