responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 28

يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ... [1]، أ ليس المراد بالمؤمنين هنا جميع المؤمنين؟ و قوله تعالى: إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ فقد كرّر الشطر الثّاني منه في الآية لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ... في حين أنّ الآية الثانية تفيد العموم، و لا تختصّ بالأئمّة (عليهم السلام) قطعاً. و يمكننا أن نجيب على هذا الإشكال بتقديم إشارة و مقدّمة و هي أنّ الآية الثانية [لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‌] تنتهي بقوله تعالى: وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌، أمّا في الآية التي نحن بصددها [إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا...] انتهت بقوله‌ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ‌ و لم تختم بما اختتمت الآية السابقة. و هذا ما يوصلنا إلى‌ الجواب و هو: إنّنا نلاحظ أنّ الدروس التي نتلقّاها و المسائل العلميّة التي نبحثها تنطوي على‌ مراحل، فالذي يدرس كتاب المعالم يدرس الاصول، و الذي يدرس الرسائل هو أيضاً يدرس الاصول، و الكفاية أيضاً هي من علم الاصول، و كذا الحال بالنسبة للذي يدرس الاصول الخارج مدّة عشرين سنة، فهو أيضاً يدرس الاصول، و لكن دروس الاصول هذه تختلف فيما بينها اختلافاً شاسعاً، فلا نستطيع أن نقارن بين هذه الدروس من حيث المرحلة و الرتبة. و من هنا نقول: إنّ كون الرسول معلّماً و كونه مزكّياً و مربّياً يختلف باختلاف التلاميذ، ففي الآية: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ... عند ما نلاحظ تتمّتها و هي قوله تعالى: وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ تتّضح لدينا نقطة مهمّة جدّاً، و هي أنّ تزكية و تعليم الرسول لهؤلاء، إنّما كانت لإخراجهم من الظلالة التي تحيط بهم من جوانب مختلفة، فالهدف من تربية و تزكية و تعليم الرسول هو إنقاذ هؤلاء


[1]. آل عمران: 164.

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست