responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 130

كانت التخصيص غير مستحيل بالنسبة لها. و من جهة اخرى‌ هناك بعض التكاليف الإسلامية التي إذا لاحظها الإنسان فسوف يجد فيها حرجاً شديداً، و هذه التكاليف لو قيست بالموارد التي نفي فيها الإلزام و الوجوب استناداً إلى‌ قاعدة نفي الحرج، لشاهدنا أنّ الحرج الموجود في تلك التكاليف أشدّ بكثير من هذه الموارد، و مع ذلك لم يصدر فيها أيّ حكم للنفي. الموارد التي نتحدّث عنها كثيرة منها: الجهاد. فالجهاد مع ما فيه من تبعات و آثار يمكن أن نقول عنه بأنّه يتضمّن كثيراً من الحرج و القتل و الإعاقة و حتّى تلاشى‌ الجسد و تلف الأموال و غير ذلك من المصائب. و هنا نسأل: أ ليس الجهاد أمر حرجي؟ فالجهاد في نفسه يبدو في الوهلة الاولى‌ أنّه تكليف حرجي من دون أن نحتاج في ذلك إلى‌ أن نعقد نسبة بينه و بين موارد الحرج. و لكن فلو فسّرنا الحرج بمعنى‌ الضيق و الشدّة و الصعوبة فسوف يتّضح لنا أنّ الجهاد يتضمّن أعلى‌ مراتب الشدّة و الضيق. و مع ذلك نلاحظ أنّ تكليف الجهاد لا يرتفع بقاعدة لا حرج. هذا أوّلًا. و ثانياً: إذا أردنا أن نعقد نسبة بينه و بين بعض الموارد التي تتضمّن شيئاً يسيراً من الحرج، فهذا ما يعقد المسألة بصورة أكبر. حيث نشاهد أنّ بعض الموارد فيها شي‌ء يسير من الحرج قد شملتها القاعدة، مثال ذلك الصوم بالنسبة للمسافر.

و الآية في هذا الخصوص بيّنه الدلالة حيث جاء فيها: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى‌ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ* يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [1]. هنا إذا أردنا أن نقيس هذه الموارد بالجهاد، أ لا يتضح من خلال المقايسة بينهما أنّ الجهاد أكثر حرجاً من صوم المسافر؟ و هناك موارد اخرى‌ منها: إنّنا نقرأ


[1]. سورة البقرة، 183- 184.

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست