اسم الکتاب : تهذيب الوصول إلى علم الأصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 94
اللغات، و لوجودها من الساهي و الغافل و النائم مع انتفائه.
و هل هو الإرادة أو غيرها؟
الحق الأوّل، فإنّا لا نعلم الزائد على الإرادة، و لا يجوز وضع اللفظ الظاهر لمعنى غير معقول.
و الأشاعرة أثبتوا للطلب معنى [1] مغايرا للإرادة، لأنّ اللّه تعالى أمر الكافر بالطاعة و لم يردها منه، لأنّه عالم بعدم إيقاعها منه، فيكون تكليفه بها تكليفا بالمحال. و لصحة: (اريد منك الفعل و لا آمرك به). و لأمر السيد عبده بفعل لا يريد إيقاعه منه، طلبا لإظهار عذره [2].
و الجواب: المنع من عدم إرادة الطاعة من الكافر، و العلم لا يؤثر في المعلوم، و تمام الاستقصاء في هذه المسألة مذكور في كتبنا الكلامية [3]. و نفي الأمر معناه نفي الإلزام [4] و إن كان مريدا لإيقاع [5] الفعل اختيارا، و الطلب و الإرادة متساويان في أمر طالب العذر. و الجواب واحد، و هو أنّه وجد منه صورة الأمر و إن لم يرده و لا يطلبه.