اسم الکتاب : تهذيب الوصول إلى علم الأصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 231
و المخالف من المسلمين المبتدع: إن كفّرناه فكذلك، و إن علم منه تحريم الكذب، خلافا لأبي الحسين [1]، لاندراجه تحت الآية [2]، و عدم علمه [3] لا يخرجه عن الاسم. و لأنّ قبول الرواية تنفيذ حكم على المسلمين، فلا يقبل، كالكافر الذي ليس من أهل القبلة.
احتج أبو الحسين ب: أنّ أصحاب الحديث قبلوا أخبار السلف، كالحسن البصري [4]، و قتادة [5]، و عمرو بن عبيد [6]، مع علمهم بمذهبهم و إنكارهم على من
[3]- أي: عدم علم الكافر بكفره ليس عذرا يخرجه عن اسم الكفر و الفسق، بل هو ضمّ جهل إلى كفر، فقد ضمّ جهلا إلى كفر (هامش على نسخة ه).
[4]- هو: الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد: تابعي، كان إمام أهل البصرة و أحد الزهّاد الثمانية فيها. و كان رئيس القدرية. روي عن تلميذه ابن أبي العوجاء أنّه لما قيل له لم تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة؟ قال: إنّ صاحبي كان مخلطا، كان يقول طورا بالقدر و طورا بالجبر و ما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه. كان أبوه (أبو الحسن يسار) مولى زيد بن ثابت الأنصاري. ولد بالمدينة عام 19 أو 21 ه. توفي بالبصرة سنة 110 ه. راجع: الكنى و الألقاب للقمّي: 2/ 74، و الأعلام للزركلي: 2/ 226.
[5]- هو: قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، أبو الخطّاب السدوسي البصري: مفسر حافظ ضرير أكمه. كان مع علمه بالحديث رأسا في العربية و مفردات اللغة و أيام العرب و النسب. و كان يرى القدر و قد يدلس في الحديث. ولد سنة 61 ه و مات بواسط في الطاعون عام 118 ه.
راجع: الأعلام للزركلي: 5/ 189.
[6]- هو: عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان البصري: شيخ المعتزلة في عصره، و مفتيها، و أحد الزهّاد المشهورين. كان جدّه من سبي فارس، و أبوه نسّاجا ثمّ شرطيّا للحجّاج في البصرة. و في العلماء من يراه مبتدعا، قال يحيى بن معين: «كان من الدهرية الذين يقولون إنّما الناس مثل-
اسم الکتاب : تهذيب الوصول إلى علم الأصول المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 231