الإمام البروجردي (قدس سره) و بحث تمييز المشتركات و كشف التحريف في الأسناد
و قد جرّد الإمام البروجردي (رحمه الله) أسناد جملة من كتب الحديث و رتّبها، و قد أشار في مقدّمة كتابه ترتيب أسانيد الكافي إلى غرضه من هذا الأمر، فينبغي أن ننقل بعض ألفاظه الشريفة، قال «(قدس سره)»:
«إنّي حين ما كنت أتصفّح الجوامع العظام و أراجع- لتعرّف أسانيدها- ما صنّفه علمائنا الأعلام في جمع الرجال، و بيان أحوالهم، و في تمييز المشتركات من كناهم و أسمائهم، وجدتهم قد أهملوا في الرجال كثيراً من الرواة الموجودين في الأسانيد، و أهملوا في من ذكروه منهم بيان طبقته، و شيوخه الذي تحمّل الحديث عنهم، و تلامذته الذين تحمّلوا عنه، مع أنّ هذه الأمور من أعظم ما له دخل في الغرض من فنّهم، و عدلوا في تمييز المشتركات عمّا كان يليق بهم من التعرّض لجزئيات ما وقع في الأسانيد من الأسماء المشتركة و تتبّع مظانّ القرائن المميّزة لها، و اقتصروا على ذكر كلّيات استنبطوها من استقراءاتهم الناقصة، كلٌّ على حسب تتبّعه على وجه الفتوى أو الاستشهاد بشواهد قليلة ممّا وجده، ممّا لا يوجب للمحصّل علماً و لا ظنّاً، و وجدت في الأسانيد سوى الاشتراك عللًا كثيرةً أخرى من التصحيف و القلب و الزيادة و النقص، و رأيت أنّه يوجد غالباً- إن لم يكن دائماً- في سائر أسانيد الشيخ- الذي وقع الاشتراك أو الاعتلال في سنده- ما يميّز ذلك المشترك و