اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 93
شاعر الحديد.
و ربما يؤكد ذلك في نفسه زيادة على ما انطبع عليه امتلاء مسامعه و جميع حواسه بالحروب التي وقعت فى أيامه ببغداد و خارجها.
النسيب و الغزل
:
يندر الغزل في ديوانه بالقياس الى غيره، و ليس ذلك ترفعا عن نظمه لأنه مخل بمقامه و هادم لشرفه، كيف و له فيه الشيء الكثير و إن قل بالنسبة الى غيره، لكنا وجدناه يقول و شواهد الحال تصدقه:
شغلت بالمجد عما يستلذ به # و قائم الليل لا يلوي على السمر
من يعشق العز لا يعنو لغانيه # في رونق العز ما يغني عن الكدر
و الذي نقرؤه من مجموعتي أخلاقه و شعره ترفّعه عن نوع من الغزل يستعمله الخلعاء او ما يشبه العبث و المجون؛ و هذا النوع قد لا تطاوعه شاعريته عليه لو أراده، و هو الذي يخل بمقامه و شرفه، لا غيره من الأنواع الجميلة المشهورة، و لربما يستعصي عليه هذا الضرب الجميل ايضا لأنه لا يمتزج بهواجس نفسه و أخلاقه المنطبع عليها. و هذا هو سبب الندرة، و سبب الانصراف غالبا عن الغزل الناشف الى النسيب الذي تجلوه الرقة و تعلوه العفة، و أي عفة هى التي تعلو قوله:
خلونا فكانت عفة لا تعفف # و قد رفعت في الحي عنا الموانع
سلوا مضجعي عني و عنها فاننا # رضينا بما يخبرن عنا المضاجع
و أي رقة و عاطفة هى التي تجلو قوله:
و لما تدانى البين قال لي الهوى # رويدا و قال القلب اين تريد
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 93