اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 92
لئن نلت الكواكب في ذراها # لقد أبقيت فضلا من منالى
و لست بباسط كفي لأني # أرى الأملاك تقصر عن منالى
و من الغريب تطاوله على أبيه الذي لم يزل يستطيل به و يتمدح برعايته له فيقول:
و لو لا مراعاة الأبوة جزته # و لكن لغير العجز ما أتوقف
أما تمجده بآبائه و إغراقه فيه فحدث عنه و لا حرج، و من المعجب ما ابتدعه فأبدع فيه من وصل فخر بمثله، و جلاء شرف النسب بفضل حسب يوازنه، إذ يقول معرضا ببعض حساده:
هيهات لا احسد ذا قدرة # و لو حوى عاقر أغماد
و لو حسدت الفضل في اهله # حسدت آبائي و أجدادي
أما اندفاعاته الحماسية و ثوراته الملتهبة في التمدح بالبطولة و الفتوة و الأنفة و البسالة و ما الى ذلك فهو اكثر من اطرائه لآبائه بها و بغيرها مما حصل و حصلوا عليه، و العامل الوحيد فيها هو تلك الأماني العالية و الملكات المحمودة المنطبع عليها، و لسنا بحاجة الى التدليل على ذلك لأن حياته تنتجه انتاجا منطقيا. و إذا استعرضنا الصفحة الواحدة من ديوانه نجد روحه الحماسية ممتزجة بسطورها ماثلة امام العين كعنوان لتلك الصحيفة، لكنها نزهة عن كل عبث و مجون، و قد يستدرجه الحماس حتى في مدائحه للملوك فيعرضه للخطر. و قد تشاهده في بعض الأحايين بطلا في معمعة يخوض الغمرات و يلقي نفسه في لهواتها، و لو أردنا أن نتحدث عن ذلك الموقف لروعنا كل من وقف عليه من هو له و فزعه و ليس من حقنا أن نروعه. و من هذا نعتقد ان الشريف كما هو شاعر الإباء و العفة، شاعر الحرب، شاعر النخوة،
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 92