responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 50

مع بعض، لأغراض تتفق له كما نجد الشريف يعترف بها حينما يقول لبعض مناوئيه:

لئن شاءكم مني حزون خلائقي # فقد طالما لم انتفع بالدمائث‌

تشدده في عقاب الجاني‌

:

لعلما كان من هذا الشذوذ الاخلاقي ما ينسب الى الشريف أيام نقابته من الافراط في عقاب الجاني من آل ابى طالب، او أن هذا جار على العادة بلا شذوذ عن الخصائص الخلقية الحسنة لأن الطالبيين يومئذ يراهم الملوك و يراهم الكافة طبقة ممتازة بالشرف و بالآباء و بالانتماء الى الرسول الأعظم، و لذلك سنّت فيهم «النقابة» التي تفرقهم ان يشتركوا مع الجماهير في الانظمة و القوانين الدولية العامة؛ و لهذا الامتياز و لذلك التفوق كان الشريف يستكبر الصغير من اجرامهم، و يعاقبهم عليه بنسبة ما هم عليه من العظمة استمساكا بالأنفة و العزة، و رفعا لهم عن مساواة سفلة الأخلاق من غيرهم، و كفا لهم لأبعد غاية عن اقتراف أيما جريمة، و بهذا الميزان يوزن ما نجده من حضه أباه على القسوة و الشدة على الباغي من أقربائه عقابا على بغيه كقوله:

لا تنظر الباغي لقربى و ارمه # بالذل و اقطع ما عليه يعوّل

هذا الأمين أدال منه شقيقه # و مضى عقيرا بابنه المتوكل

و العفو مكرمة فان أغرى بها # متغافل قال الرجال: مغفّل‌

و هذا يدلنا على أن من رأيه أن اعمال القسوة في محالها لا يكون من حزونة الأخلاق. و قد لا يكون منافيا للحلم إذا كان الغرض منه‌

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست