responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 32

للحصول على كل ما يحاوله بسهولة و رغبة. و لا ننس أن الشريف يومئذ قد نبغ أيما نبوغ، و خطبت شاعريته، و اشتهر اسمه ليس بإجادة نظم القريض فقط، بل بما يتضمنه قريضه من عزة النفس و بعد الهمة و الفتوة و العفة، و من كل ما يولد له العظمة في القلوب و يملؤها روعة و هيبة.

و شرف الدولة هو ذلك الديلمي الفارسي الذي لا يتبرأ من الزهو و الخيلاء و محبة المدح و الإطراء، و ملكه ذلك الملك الذي لا يكفل له الراحة ما لم يشتهر بسمعة حسنة و صيت ذائع يعلن له القوة و حسن السيرة و فخامة الملك؛ و أين يجد مذيعا مثل الشريف الرضي الذي يقول،

أنا القائل المحسود قولي فى الورى # علوت و ما يعلو عليّ مقال‌

و يقول متحدّيا أدباء عصره كافة و غيرهم:

من مبلغ الشعراء عني أن لي # قول الفحول و نجدة الأنجاد

قد كان هذا الشعر ينزع في الدنا # عنهم فكان عقاله ميلادي‌

و هذا ما لا يزال يكرره فلا يرد عليه، و مهما اعتذر عن الغلو فيه فلا يعتذر عن تفوقه فيه.

و على كل، فان الشريف و إن لم تكن له مآرب فعلية يوم حسر عن ذراعيه متجردا لمدائح شرف الدولة مستبشرا بعهده الغض الجديد، لكن شرف الدولة ما كان يرضى له أن يتأهل فقط للقيام مقام أبيه، بل غرس له في قلب بهاء الدولة (وارث ملكه) عظمة و ولاء يتقدم بهما على جميع رجال الدولة حتى على أبيه لو لا السن و الأبوة، و لذا لما ملك هذا-و كان يقيم زمنا بواسط و آخر بالأهواز و ثالثا بالبصرة-

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست