اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 17
في السياسة. و كانت الأمراء و عامة رجال الدولة تقدمه على أخيه، و ترفعه عليه في الإعزاز و الاحترام و رعاية الجانب، لما تحسه فيه من الإباء و العزة و الفتوة-او على ما يقوله صاحب العمدة: «لمحله من نفوس العامة و الخاصة» -و عدم قبول أيّما صلة؛ و قصته مع الوزير المهلبي المشهورة تشهد بذلك [1] .
و لكنه بالرغم على تلك المخائل و الإحساسات القوية، لما فتح عينيه ينظر الى الحياة الحقيقية وجد عضد الدولة-عدوّ أبيه-هو المتصرف المطلق في مدينة المنصور، و عمره يومذاك ثمانى سنين، قضاها في ظل أبيه و حشمة معز الدولة، حتى تم له ثماني عشرة سنة هي آخر ملك صمصام الدولة التابع لأبيه العضد في الولاء و العداء مهما خفت وطأته.
و هذا من أسوإ الأدوار التي مرت على الشريف و أشدّها بؤسا، فان أباه و عمه (أبا عبد اللّه احمد) منفيان بفارس و معتقلان في قلعة منها، و أملاكهما مصادرة، و احباؤه و اصحاب أبيه قد فتكت بهم تدابير عضد الدولة و عمل فيهم مكره، فيهم بين حبيس و قتيل.
و قد ذكر عمه و أباه و اطراهما عام الاعتقال بقصيدة: «نصافي الأماني و الزمان معاند» فانه في أثناء إطرائه لأبيه يقول:
فأقبل و الدنيا مشوق و شائق # و اعرض و الدنيا طريد و طارد
و ساعده يوم استقل ركابه # اخوه و قال البين: نعم المساعد
[1] ذكرها صاحب العمدة في كتاب النسب و شارح النهج عن محمد ابن إدريس الحلي.
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 17