اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 90
و في الحركات الثورية يتخذ اسلوب التخلّص كوسيلة للانتقال إلى صحراء الطف و ذكر تلك الواقعة لتكون مصدرا للالهام، و انطلاقا من الرغبة في اشاعة مفهوم الشهادة و فلسفة الشهداء يجتمع الشيعة عند وفاة أحد ذويهم و ينتقلون للحديث عن كربلاء و عن الحسين و شهداء الشيعة.
- العزاء، آداب الوعظ و المنبر، ذكر المصيبة
(1)
التربة:
تربة قبر الإمام الحسين (عليه السلام). و جاءت كلمة التربة بمعنى المقبرة أيضا. لقد منح اللّه تربة الإمام الحسين في مقابل تضحيته الكبرى و استشهاده في سبيل احياء الدين معطيات و احكاما خاصّة. فتربة كربلاء الدامية التي تضمّ جسده الشريف ملهمة للتضحية و العظمة، و تذكار لبذل النفس في سبيل القيم الالهية. و لهذا فانّ السجود على هذه التربة مستحب، و للذكر بمسبحة تلك التربة فضيلة عظيمة أيضا، و فيها شفاء للامراض، و يستحب أيضا ان يوضع شيء منها مع الميت حين دفنه، أو تمزج مع الحنوط، كما و ان للدفن في كربلاء ثواب، و فيه امان من العذاب.
و تنجيس تلك التربة حرام. و إذا وقعت في المرافق الصحيّة فلا بدّ من اجتناب استخدام ذلك الموضع، أو إخراجها منه. و لها أيضا أحكام و معطيات اخرى مبسوطة في كتب الفقه [1].
دفع رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) كمية من تربة كربلاء ل «أمّ سلمة» و قال:
متى ما رأيت هذا التراب تحول دما فاعلمي انّ الحسين قتل [2].
و على الرغم من انّ أكل التراب حرام، إلّا انّ تناول مقدار قليل من تربة الحسين بنيّة الاستشفاء جائز، بل مستحب و له حدوده و آدابه [3]. قال الإمام الرضا
[1] لمزيد من الاطلاع، راجع كتاب دائرة المعارف الشيعية 4: 25.