اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 471
(1) الوداع الأخير- الوداع:
(2)
الوفاء:
هذه الخصلة من أولويات معجم عاشوراء و لها في قاموس الشهداء مكانة رفيعة. و الوفاء معناه التمسك بالعهد و الثبات على الميثاق و العمل بالواجب الانساني و الاسلامي في ازاء شخص آخر و خاصّة الامام، و هي من اشرف الخصال و دليل على المروءة. قال علي (عليه السلام): «اشرف الخلائق الوفاء».
كان عاشوراء ساحة وفاء من جهة، و غدر من جهة اخرى. فالحسين (عليه السلام) لما تناهى إليه و هو في طريقه الى الكوفة خبر مقتل مبعوثه قيس بن مسهّر، تلا الآية الشريفة: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا[1]، و اثنى على وفائه.
و في ليلة عاشوراء اثنى الحسين على اصحابه بقوله: «لا اعلم اصحابا أوفى و لا خيرا من اصحابي ...» و اذن لهم بالانصراف، لكنهم تحدثوا بين يديه عدّة مرّات معلنين عن استعدادهم للوفاء و البذل و النصرة. و رفض العباس بن علي (عليه السلام) كتاب الأمان الذي جاءوه به، و لم يترك اخاه وحيدا. و دخل نهر الفرات ظمآنا و لم يطعم ماءه لما تذكر عطش الحسين و عياله.
و على الضد من موقف أهل الكوفة الذين كتبوا الى الحسين يدعونه، و لما جاءهم هبّوا لقتاله، وقف آخرون على العهد وضحوا بانفسهم فداء للحسين، و هم الذين اشارت إليهم الزيارة: «السلام على الارواح التي حلت بفنائك» [2].
أشار الحسين في خطبه و كلماته على طول الطريق الى غدر و خذلان و غرور و نكث أهل الكوفة و نقضهم العهد و خلعهم البيعة و عاب فيهم هذه الصفات.
أما الحسين (عليه السلام) فقد و في بعهده مع ربّه. و كثيرا ما تطالعنا الزيارات