اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 425
(1)
مسلم بن عوسجة الأسدي:
هو أول شهيد من أنصار الحسين بعد الحملة الاولى، كان شيخا كبير السن، و شخصية اسدية كبرى، و إحدى الشخصيات البارزة في الكوفة. و كان صحابيا ممن رأى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و روى عنه [1]، كان رجلا شجاعا و جريئا شارك في الكثير من حروب المسلمين، و شهد مع علي (عليه السلام) كلّ غزواته.
كان في الكوفة يأخذ البيعة من الناس للحسين بن علي (عليه السلام)، و قد جعله مسلم بن عقيل حين ثار بالكوفة على رأس طائفة من مذحج و اسد. و كان ينهض بجمع المال و السلاح و الانصار. و دسّ ابن زياد عينا عليهم رجلا اسمه «معقل» فتعرّف على موضع اقامة مسلم بن عقيل.
و في ليلة عاشوراء لما اوعز الإمام الحسين ان يتخذوا ظلام الليل جملا و ينصرفوا وقف مسلم بن عوسجة موقفا جريئا و قام متكلّما و قال: «و اللّه لو علمت اني اقتل ثم أحيا ثم احرق ثم اذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما تركتك فكيف و انما هي قتلة واحدة ثم الكرامة إلى الابد» [2].
و كان ساعة البراز يرتجز:
ان تسألوا عني فانّي ذو لبد * * * من فرع قوم في ذرى بني أسد
فمن بغانا حائد عن الرشد * * * و كافر بدين جبّار صمد [3]
مما يدل على عمق بصيرته في دينه و معرفته بطبيعة العدو، و اعتباره الجبهة المعادية جبهة كافرة. و عند القتال لم يتجرّأ احد من الأعداء على مبارزته، فرضخوه بالحجارة و لما سقط على الأرض و كان به رمق مشى إليه الحسين و حبيب بن مظاهر، فدعا له الحسين و بشّره بالجنّة. و لما اقترب منه حبيب بن مظاهر قال له