responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 247

و تربيته في حجر محمد (صلى الله عليه و آله) و علي (عليه السلام)، و تجسيده للقرآن الكريم في عمله و اخلاقه. كان جوادا كريما، يصل ارحامه، و يعطي السائل، و يكرم الفقير، و يكسو العريان، و يشبع الجائع، و يؤدّي دين المدين، و يشفق على اليتامى، و يعين الضعفاء، كانت كان كثير الصدقات و يقسم المال الذي يأتيه يقسمه على الفقراء، كان يكثر من العبادة و الصوم، حجّ خمسا و عشرين مرّة، كان معروفا بالشجاعة مقداما، صلب الارادة، عالي الهمة، يأبى الضيم، و يفضّل الموت على الحياة بذل. و كان غيورا، صادق اللهجة، ثابت الجنان في بيان الحق، حليما، دمث الاخلاق، فاضلا، يعتق رقاب عبيده و جواريه لأدنى الاسباب، يوزع الطعام ليلا على دور الفقراء، و متواضعا يجالس الفقراء و المساكين و يأكل معهم الطعام، يرغب في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و ينكر على الظالمين و المجرمين جورهم.

(1) كان ذو نجدة و سماحة، شديد البأس، لم يوغر صدره حقدا على احد، كريم النفس، جعل الكل يهوى حسن طباعه. كانت داره ملاذا و غاية للمساكين، يحيى الليل بالعبادة، مصلّيا بين اليوم و الليلة الف ركعة، و يختم القرآن في شهر رمضان، يقبض الأموال و الهبات التي يرسلها معاوية و يقسّمها على المستحقين، يتصدق كل عام بنصف ما يملك من الثروة في سبيل اللّه. لم يكتنز ثروة، و كان يخضب محاسنه.

تجسّدت خصاله الكريمة و سجاياه السامية في مختلف الميادين و المواقف في ثورة الطف، يمكن الاشارة على سبيل المثال إلى رفضه القاطع مبايعة يزيد فخرج من المدينة و امتنع عن مبايعته حتّى في أقسى الظروف التي مرت به في كربلاء من حصار و عطش و ضيق، بل استقبل الموت بعزّة و شموخ، و سقى الحرّ و جيشه طوال الطريق، و قبل يوم عاشوراء توبة الحرّ. و رفع البيعة عن أنصاره لينصرف من يشاء منهم الانصراف. كان يعطف على أطفال مسلم بعد شهادة أبيهم.

و استمهل القوم ليلة عاشوراء لينصرف للعبادة و تلاوة القرآن. و كان راضيا بقضاء اللّه حتّى آخر لحظة و حتّى و هو في موضع المنحر. صبر على كل المصائب و الشدائد

اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست