responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 203

(1)

رءوس الشهداء:

يعتبر قطع رأس الانسان (سواء الميت أمّ الحي) نوعا من المثلة و هو محرّم شرعا. و في زمن الرسول (صلى الله عليه و آله) و الخلفاء من بعده لم يحصل مثل هذا العمل مع قتلى الأعداء الكفرة. فما بالك بأجساد شهداء كربلاء الذين احتزت رءوسهم من أجسادهم و داروا بها في الولايات الواحدة تلو الاخرى‌ [1].

كان أول رأس قطع و ارسل إلى مكان آخر في عصر معاوية، و هو رأس الشهيد الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي، الذي يعد من الأصحاب الأوفياء لعلي (عليه السلام).

و تكرّرت هذه الجريمة في العصر الاموي في يوم عاشوراء، و قبل عاشوراء قطعوا رأسي مسلم بن عقيل و هانئ بن عروة في الكوفة و أرسلوهما إلى يزيد في الشام. و قطع ابن زياد أيضا رءوس قيس بن مسهّر، و عبد اللّه بن يقطر، و عبد الأعلى الكعبي و عمارة بن صلخب. و قطعت أيضا رءوس الكثير من شهداء كربلاء و ارسلت إلى ابن زياد في الكوفة، و كان عددها حسب ما جاء في بعض الاخبار 78 رأسا قسمت بين القبائل للتقرب بها إلى ابن زياد و إلى يزيد. و اخذ كلّ واحد من شيوخ قبائل كندة، و هوازن، و تميم، و مذحج و ... الخ عددا من رءوس الشهداء إلى الكوفة [2]. و ارسل ابن زياد بدوره رءوس الشهداء الى يزيد في الشام.

اتّسمت مهمة ارسال الرءوس بطابع استعراضي ليراها اكبر عدد ممكن الناس لاجل بث الرعب في القلوب و اشاعة الخوف، و لا سيّما إذا رأى الآخرون ان هذا العمل قد تم مع اشخاص اكبر منهم مكانة.

من المحتمل جدا ان يكون قرار قطع الرءوس على يد جيش ابن سعد إنمّا تمّ بامر من عبيد اللّه بن زياد؛ لأنّه امر في كتابه إليهم بقتلهم و التمثيل. بهم.


[1] انصار الحسين لمحمد مهدي شمس الدين: 206.

[2] بحار الانوار 45: 62.

اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست