اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 196
المعركة عند المبارزة، و لهذا فقد تحتمل أحيانا اللحن و الركّة» [1].
كان أكثر الأشخاص عند البراز إلى القتال ينشدون من أشعار العرب ما يوافق حالهم. و إذا كان للمقاتل نفسه قريحة شعرية، فانّه كان ينظم الشعر ارتجاليا على البديهة يذكر فيه اسمه و اسم أبيه و اسم قبيلته، مشيرا إلى مفاخره و مناقب قبيلته من أجل تعزيز معنوياته و لا رهاب الخصم. «كان الرجز هو النشيد العسكري السائد في تلك العصور، فيه يتغنّى المقاتلون أثناء الحرب، و يفتخرون بشجاعتهم و بطولاتهم و يتوعّدون أعداءهم بالقتل و الهزيمة. لقد اصبح الرجز في تلك المعارك كسلاح من أسلحة القتال يعتمد عليه المقاتلون كما يعتمدون على آلات الحروب من السيوف و السهام و الرماح» [2].
و في كربلاء أيضا أنشد الحسين و ابناؤه و اخوته و أنصاره الرجز في ساحة القتال. و كان الرجز الذي يقرأه أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء معبّرا عن العقيدة و الهدف الذي يستقبلون من أجله الشهادة، و يدلّ على مدى ثباتهم و وعيهم و عمق بصيرتهم. فأبو الفضل مثلا كان يرتجز قائلا:
و اللّه ان قطعتموا يميني * * * انّي احامي أبدا عن ديني
و كان القاسم بن الحسين (عليه السلام) يرتجز و يقول:
إن تنكروني فأنا ابن الحسن ...
و كان عمرو بن جنادة يرتجز قائلا:
أميري حسين و نعم الأمير * * * سرور فؤادي البشير النذير
و كان علي الأكبر ينشد:
انا علي بن الحسين بن علي * * * نحن و بيت اللّه أولى بالنبي
تاللّه لا يحكم فينا ابن الدعي * * * أضرب بالسيف احامي عن أبي
[1] دائرة المعارف الاسلامية 10: 50 و ما بعدها (مع التلخيص).