رأيت من المناسب أن أذكر هذا الخبر هنا، و هو كما روي عن حمران انّه سأل أبا جعفر عليه السّلام فقال: جعلني اللّه فداك لو حدّثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به؟
فقال يا حمران: انّ لك أصدقاء و اخوانا و معارف انّ رجلا كان فيما مضى من العلماء و كان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه و لا يسأله عن شيء و كان له جار يأتيه و يسأله و يأخذ عنه، فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال: يا بنيّ انّك قد كنت تزهد فيما عندي و تقلّ رغبتك فيه و لم تكن تسألني عن شيء ولي جار قد كان يأتيني و يسألني و يأخذ منّي و يحفظ عنّي فان احتجت إلى شيء فأته، و عرّفه جاره فهلك الرجل و بقي ابنه، فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرّجل، فقيل له: قد هلك.
(2) فقال الملك: هل ترك ولدا؟ فقيل له: نعم ترك ابنا، فقال: ايتوني به، فبعث إليه ليأتي الملك، فقال الغلام: و اللّه ما أدري لما يدعوني الملك و ما عندي علم و لئن سألني عن شيء لأفتضحنّ، فذكر ما كان أوصاه أبوه به فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه، فقال له:
إنّ الملك قد بعث إليّ يسألني و لست أدري فيم بعث إليّ و قد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شيء.
(3) فقال الرجل: و لكنّي أدري فيما بعث إليك فان أخبرتك فما أخرج اللّه لك من شيء فهو بيني و بينك، فقال: نعم، فاستحلفه و استوثق منه أن يفيء له، فأوثق له الغلام؛ فقال: انّه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أيّ زمان هذا؟ فقل له: هذا زمان الذئب، فأتاه الغلام فقال له الملك:
هل تدري لم أرسلت إليك؟ فقال: أرسلت إليّ تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أيّ زمان هذا، فقال له الملك: صدقت، فأخبرني أيّ زمان هذا؟ فقال له: زمان الذئب، فأمر له بجائزة فقبضها الغلام و انصرف إلى منزله و أبى أن يفيء لصاحبه و قال: لعلّي لا أنفد هذا المال و لا آكله