(1) و روى الشيخ الكشي عن نصر بن الصباح انّه قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال:
دخلت على محمد بن أبي عمير و هو ساجد فأطال السجود، فلمّا رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدّثه انّه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلمّا رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود، فقال:
(2) يظهر من هذين الخبرين انّ محمد بن أبي عمير كان معروفا بطول السجود الذي هو غاية الخضوع و منتهى العبادة و أقرب حالات العبد إلى الرب و أشد الاعمال على إبليس، و لقد اقتدى ابن أبي عمير في هذا العمل بامام زمانه موسى بن جعفر عليه السّلام فانّه كان حليف السجدة الطويلة و الدموع الغزيرة و المناجاة الكثيرة و التضرع المتصل، كما انّ فقهه و حديثه و علمه و اخلاقه من بركات أهل هذا البيت الطاهر عليهم السّلام.
(3)
السادس:
محمد بن سنان أبو جعفر الزاهري، و قد اختلفت كلمات العلماء حوله غاية الاختلاف حتى من الشخص الواحد، فقد مدحه الشيخ المفيد في الارشاد و عدّه من خواص و ثقات أصحاب الامام الكاظم عليه السّلام و قال انّه من أهل الورع و الفقه و العلم و من الشيعة [3]، و طعنه في رسالة له أخرى، و ضعفه شيخ الطائفة في الفهرست و الرجال، (4) و في كتاب الغيبة عدّة من الممدوحين من أصحاب الائمة عليهم السّلام كما قال:
و من الممدوحين حمران بن أعين- إلى ان قال:- و منهم ما رواه أبو طالب القمي، قال:
دخلت على أبي جعفر الثاني في آخر عمره فسمعته يقول: جزى اللّه صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و زكريا بن آدم و سعد بن سعد عنّي خيرا فقد وفوا لي.