(1) و روي أيضا عن عليّ بن الحسن بن فضال انه قال: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة و عشرين خشبة أيّام هارون لعنه اللّه، تولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع و حبس، فأدّى مائة و أحدا و عشرين ألفا حتى خلّي عنه، فقلت: و كان متمولا؟ قال: نعم كان رب خمسمائة ألف درهم [2].
(2) و روي الشيخ الصدوق عن ابن الوليد عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه انّه قال: كان ابن أبي عمير رجلا بزّازا و كان له على رجل عشرة آلاف درهم، و ذهب ماله و افتقر، فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم و حملها إليه، فدقّ عليه الباب، فخرج إليه محمد بن أبي عمير.
فقال له الرجل: هذا مالك الذي لك عليّ فخذه، فقال له ابن أبي عمير: فمن أين لك هذا المال، ورثته؟ قال: لا، قال: وهب لك؟ قال: لا، و لكنّي بعت داري الفلاني لأقضي ديني.
فقال ابن أبي عمير: حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال: «لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين» ارفعها فلا حاجة لي فيها، و اللّه إنّي محتاج في وقتي هذا الى درهم و ما يدخل ملكي منها درهم [3].
(3) روي عن الفضل بن شاذان انّه قال: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له: أنت رجل عليك عيال و تحتاج أن تكتسب عليهم و ما آمن ان تذهب عيناك لطول سجودك.
فلما أكثر عليه، قال: أكثرت عليّ ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنّك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الّا عند زوال
[1] اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 854، ح 1103، و فيه: «فلذلك يوجد أحاديث متقطعة الأسانيد».