responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 99

أعداء اللّه الجنّ من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك اللّه اياها و تحصّن منهم بأسماء اللّه التي خصّك بها و بعلمها، و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال لهم: كونوا معه امتثلوا أمره.

(1) فتوجّه أمير المؤمنين الى الوادي، فلمّا قارب شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم، ثم تقدّم فوقف على شفير الوادي و تعوّذ باللّه من اعداء اللّه و سمّاه بأحسن أسمائه و أومأ الى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه، فقربوا و كان بينه و بينهم فرجة مسافتها غلوة، ثم رام الهبوط الى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد القوم يقعون على وجوههم لشدّتها و لم تثبت أقدامهم على الارض من هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين عليه السّلام:

«أنا عليّ بن ابي طالب بن عبد المطّلب وصيّ رسول اللّه و ابن عمّه اثبتوا أن شئتم».

فظهر للقوم أشخاص كالزّط [1] تخيّل في أيديهم شعل النار، قد اطمأنّوا و أطافوا بجنبات الوادي، فتوغّل أمير المؤمنين بطن الوادي و هو يتلو القرآن و يومي بسيفه يمينا و شمالا فما لبثت الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود و كبّر أمير المؤمنين عليه السّلام ثم صعد من حيث هبط.

فقام مع القوم الذين تبعوه حتى أسفر الموضع عمّا اعتراه، (2) فقال له اصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): ما لقيت يا ابا الحسن فقد كدنا نهلك خوفا و اشفاقا عليك؟ فقال عليه السّلام: لمّا تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء اللّه فتضاءلوا و علمت ما حلّ بهم من الجزع فتوغّلت الوادي غير خائف منهم و لو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم و كفى اللّه كيدهم و كفى المسلمين شرّهم، و سيسبقني بقيتهم الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فيؤمنوا به.

و انصرف أمير المؤمنين عليه السّلام بمن معه الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبره الخبر فسري عنه و دعى له بخير و قال له:


[1] الزط: جبل أسود من السند.

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست