اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 85
«كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يمشي في الصحراء، فناداه مناد: يا رسول اللّه مرتين، فالتفت فلم ير أحدا، ثم ناداه فالتفت فاذا هو بظبية موثّقة، فقالت: انّ هذا الاعرابي صادني ولي خشفان في ذلك الجبل، أطلقني حتى أذهب و أرضعهما و أرجع فقال: و تفعلين؟ قالت: نعم ان لم أفعل عذبني اللّه عذاب العشّار، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فجاء الاعرابي، فقال: يا رسول اللّه أطلقها فأطلقها فخرجت تعدو و تقول: أشهد ان لا إله الا اللّه و انّك رسول اللّه» [1].
(1) و في رواية ابن شهرآشوب:
«انّها كانت مربوطة بطنب خيمة يهودي، فخلّى سبيلها فخرجت و حكت لخشفيها ما جرى، فقالا: لا نشرب اللبن و ضامنك رسول اللّه في اذى منك فخرجت مع خشفيها على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و اثنت عليه و جعلا يمسحان رءوسهما برسول اللّه، فبكى اليهودي و أسلم و قال: قد اطلقتها و اتخذ هناك مسجدا، فخنق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في اعناقها بسلسلة و قال:
روى جمع من المشايخ بأسانيدهم عن الامام الصادق عليه السّلام انه قال:
«كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ذات يوم قاعدا اذ مرّ به بعير فبرك بين يديه و رغا، فقال عمر: يا رسول اللّه أ يسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل، فقال: لا بل اسجدوا اللّه [3]، انّ هذا الجمل يشكوا أربابه و يزعم انّهم أنتجوه صغيرا و اعتملوه، فلمّا كبر و صار أعون كبيرا ضعيفا أرادوا نحره، و لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» [4].
[1] قصص الأنبياء للراوندي، ص 310- عنه البحار، ج 17، ص 402