ثم انّ ابن زياد بعد انفاذه برأس الحسين عليه السّلام أمر بصبيانه و نسائه فجهزوا و أمر بعلي بن الحسين عليه السّلام فغلّ بغلّ الى عنقه، ثم سرح بهم في أثر الرأس مع مخفر بن ثعلبة و شمر بن ذي الجوشن لعنة اللّه عليهما، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس [2].
(1) و قال المقريزي [3] في الخطط و الآثار: ثم أرسل بها الى يزيد بن معاوية و أرسل النساء و الصبيان و في عنق عليّ بن الحسين و يديه الغل، و حملوا على الاقتاب [4].
(2) و في كامل البهائي انّه: ذهب الامام عليّ بن الحسين عليه السّلام مع أهل البيت عليهم السّلام الى الشام على رواحلهم و معهم مواشيهم لانّ القوم نهبوا و سرقوا الاموال و تركوا المواشي، و كان عليهم شمر بن ذي الجوشن و مخفر بن ثعلبة لعنهما اللّه، و قد قيدوا عليّ بن الحسين عليه السّلام بالاغلال و السلاسل و شدّوا يديه الى عنقه، و كان عليه السّلام مشغولا بذكر اللّه و تلاوة القرآن و الاستغفار، و لم يكلّم أحدا الّا حريم النبوّة عليهم السّلام، انتهى [5].
(3) على أي حال، وضع هؤلاء المنافقون رءوس الشهداء على الرماح و تقدموا بها امام أهل بيت النبوة (صلّى اللّه عليه و آله) و ساروا بهم من منزل الى منزل و من مدينة الى مدينة في غاية الذلة و الشماتة، و كانوا يمكثون في كل قرية و قبيلة كي يعتبر شيعة عليّ عليه السّلام و يخافوا و ييأسوا من خلافة آل عليّ عليهم السّلام و يبايعوا يزيدا لعنه اللّه و أخزاه.
و اذا سمعوا احدى النساء تبكي أو أحد الصبيان يصرخ، ضربوهم بكعوب الرماح،
[3] المقريزي تقي الدين احمد بن علي المورخ صاحب الكتب الكثيرة منها تاريخ مصر المسمى بالمواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الآثار، اصله من بعلبك و يعرف بالمقريزي نسبته الى حارة كانت تعرف بحارة المقارزة و توفى سنة 845. (منه رحمه اللّه)