responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 602

فأبى الحسين عليه السّلام الّا أن يمضى و قرأ هذه الآية:

... لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا [1].

(1) و كان عبيد اللّه أمر فأخذ ما بين واقصة (و هي طريق الكوفة) الى طريق الشام الى طريق البصرة فلا يدعون أحدا يلج و لا أحدا يخرج و أقبل الحسين عليه السّلام لا يعلم بشي‌ء (ظاهرا) حتى لقي الاعراب فسألهم فقالوا: لا و اللّه ما ندري غير انا لا نستطيع ان نلج و لا نخرج فسار تلقاء وجهه.

و حدّث جماعة من فزارة و بجلة قالوا: كنّا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة، فكنّا نساير الحسين عليه السّلام فلم يكن شي‌ء أبغض إلينا من أن ننازله في منزل، فاذا سار الحسين عليه السّلام و نزل منزلا لم نجد بدا من أن ننازله.

(2) فنزل الحسين عليه السّلام في جانب و نزلنا في جانب فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا اذ اقبل رسول الحسين عليه السّلام حتى سلّم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين انّ ابا عبد اللّه الحسين عليه السّلام بعثني إليك لتأتيه.

فطرح كل انسان منّا ما في يده حتى كأنّ على رءوسنا الطير، فقالت له امرأته: سبحان اللّه أ يبعث إليك ابن بنت رسول اللّه ثم لا تأتيه، لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه و ثقله و رحله و متاعه فقوض و حمل الى الحسين عليه السّلام.

(3) ثم قال لامرأته أنت طالق، الحقي بأهلك فانّي لا أحبّ أن يصيبك بسببي الّا خيرا [2]، (و على روية السيد قال:) و قد عزمت على صحبة الحسين عليه السّلام لأفديه بنفسي و أقيه بروحي، ثم أعطاها مالها و سلّمها الى بعض بني عمّها ليوصلها الى أهلها.

فقامت إليه و بكت و ودّعته و قالت: كان اللّه عونا و معينا، خار اللّه لك أسألك أن تذكرني‌


[1] التوبة، الآية 51

[2] الارشاد، ص 220

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست