اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 286
المؤمنين- الوليد و شيبة و العاص و حنظلة و طعمة و نوفل و غيرهم من صناديد العرب و شجعان المشركين و فرسانهم، حتى قتل نصف المشركين في تلك المعركة بيده عليه السّلام و النصف الآخر بيد المسلمين و الملائكة التي نزلت لنصرتهم.
و ثبت في غزوة احد و لم يفرّ و بقي محاميا عن الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) يردّ عنه الاعداء حتى أثخن بالجراح و قتل أبطال المشركين و صناديدهم، فنادى جبرئيل عليه السّلام بين الارض و السماء:
«لا سيف الا ذو الفقار و لا فتى الا عليّ».
(1) و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في حقّه يوم الاحزاب الذي قتل عليه السّلام فيه عمرو بن عبد ود فوقع الفتح و الظفر للمسلمين: ضربة عليّ يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين.
و في غزوة خيبر قتل مرحبا اليهودي، و أخذ باب الحصن فقلعها بيده الشريفة و قذفها مسافة اربعين ذراعا فلم يقدر على رفعها اربعون نفرا.
و في غزوة حنين خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في عشرة آلاف مقاتل، فتعجب أبو بكر من كثرتهم فحسدهم، فانهزموا كلّهم و لم يبق مع الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الا نفر كان على رأسهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فقتل أبو جرول، فانهزم المشركون، و رجع المسلمون المنهزمون.
و قس على هذا باقي الغزوات و الحروب التي ضبطها أرباب السير و التاريخ، فالمتتبع لها يعلم كثرة جهاده عليه السّلام في اللّه و شجاعته و عظيم بلائه في تلك الغزوات.
(2)
الوجه الثاني: «في علمه (صلّى اللّه عليه و آله)»
كان عليه السّلام اعلم الناس و أفقههم، و تظهر أعلميته من وجوه:
الاول: انّه كان في غاية الذكاء و الفطانة و الفراسة و كان دائم الملازمة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقتبس علمه من مشكاة النبوة، و هذا برهان جليّ على اعلميته بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، مضافا الى انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) علّمه حين وفاته ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب، و قد ورد في الاخبار الكثيرة المعتبرة المتواترة من طرق الخاصة و العامة انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) قال:
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 286